عندما حضر ربورتو ريفلينو إلى نادي الهلال لم يكن الاستثمار الرياضي متاحاً في ذلك الوقت فكان الهدف من انتدابه هدفاً فنياً بحتاً وتحقق ذلك بنسبة كبيرة للغاية، حيث حقق مع الهلال بطولة الدوري الممتاز وكأس الملك ولم تكن هناك مشاركات إقليمية أو قارية متوفرة في الفترة التي كان ينشط بها مع النادي وأحدث ريفو طفرة فنية كبيرة في معظم اللاعبين الذين عاصروه من الهلال أو حتى من الأندية الأخرى، ولكن في الوقت الراهن يسعى اللاعب المحترف السوبر ستار في كل الدوريات في العالم إلى تقديم نفسه داخل وخارج المستطيل الأخضر بما يتوافق مع مقاصد التعاقد معه، فهناك محترفون يتم التعاقد معهم لأهداف استثمارية تسويقية ودعائية أكثر منها إضافة فنية وقد يتم الجمع ما بين الهدفين في نوعية معينة ونادرة من اللاعبين المحترفين.
إذاً فمعيار نجاح اللاعبين المحترفين السوبر ستار أو اللاعبين فئة (A) كما يحب أن يسميهم البعض من النواحي التسويقية الاستثمارية والدعائية متحقق بنسب متفاوتة من لاعب لآخر حسب القيمة السوقية للاعب وشعبيته العالمية، وأما النجاح الفني لهم فهو مرتبط بتحقيقهم لبطولة الدوري العام في الاتحاد الذي ينشطون به مقروناً ببطولة أخرى إما كأس أو بطولة قارية وخلاف ذلك من الأرقام والجوائز التي قد يحصلون عليها فهي إنجازات فردية لا تدخل في معيار نجاح النجوم الكبار، ولكي ننصف بعضهم فللنادي الذي يلعب له اللاعب السوبر ستار دور كبير في تحقيقه النجاح الفني وحصد البطولات فعلى سبيل المثال اللاعب الفرنسي قوميز حقق مع الهلال جميع البطولات المحلية والقارية وشارك مع الهلال بكأس العالم للأندية ولم يكن ذلك متاحاً له مع أي ناد آخر في العالم وإن كانت تجربة مارادونا مع نابولي تقول غير ذلك
نحن متفقين على نجاح المشروع السعودي الذكي في استقطاب اللاعبين المحترفين السوبر ستار من فئة (A) الناشطين في الدوري السعودي من الناحية التسويقية الاستثمارية والدعائية وكقوة ناعمة تبث من خلالها رسائل إيجابية ستحقق أهدافها.
ولكن من السابق لأوانه تقييم تجربتهم الفنية في الملاعب السعودية كون معظمهم يلعبون في موسمهم الأول والنجاح الفني كما ذكرت سابقاً مرتبط بتحقيق البطولات الكبرى مع فرقهم وإحداث الأثر الفني الإيجابي في زملائهم اللاعبين وفي الدوري بشكل عام، والتجربة سوف تنضج في المواسم القادمة بعد تلافي الأخطاء والسلبيات وسوف تشهد الكرة السعودية بمشيئة الله طفرة فنية نوعية مقرونة بتحقيق الأهداف المنشودة من هذا المشروع الكبير بأن تكون الأندية والمنتخبات الوطنية حاضرة بقوة في المحافل القارية والعالمية وقد تكتب الكرة السعودية التاريخ في كأس العالم 2034 والذي سيقام بإذن الله على أرض المملكة إذا لم يحدث قبل ذلك.
القادم سيكون أجمل متى ما استثمرت المنظومة الرياضية الدعم الكبير الذي تجده من الدولة -حفظها الله - وتم القضاء على السلبيات في الوسط الرياضي وفي مقدمتها التعصب غير المحمود والمقيت.
والله الموفق.
** **
- محمد المديفر
abosannm@hotmail.com