محمد بن إبراهيم الحسين
قبل أكثر من ألف عام كان العلماء العرب يكتشفون أساسيات عدد من القوانين الكونية والنظريات العلمية ومنها: الجاذبية (الهمداني وابن سينا والبيروني والخازني والإدريسي) التطور (الجاحظ وابن خلدون وإخوان الصفا)، وكانت كروية الأرض عندهم من المسلمات، وقاسوا محيطها بدقة لا تختلف عن القياس الحديث إلا بفارق بسيط رغم استخدام الأجهزة الإلكترونية والأقمار الصناعية! وقد اكتشف العلماء من العرب والأمم الأخرى بعض القوانين الكونية والنظريات العلمية التي لا زال جيل اليوم لا يستطيع استيعابها، ومن تلك المكتشفات: في القرن السادس قبل الميلاد -أي منذ حوالي (2600) عام- تبلور مفهوم كروية الأرض في الفلسفة اليونانية. في القرن الخامس قبل الميلاد -أي منذ حوالي (2500) عام- توصل الفيلسوف اليوناني فيثاغورس إلى أن الأرض كروية. في القرن الرابع قبل الميلاد -أي منذ حوالي (2400) عام- أثبت الفيلسوف اليوناني أرسطو كروية الأرض من خلال مراقبة الأجرام السماوية من مواقع مختلفة. في القرن الثالث قبل الميلاد -أي منذ حوالي (2300) عام - أعلن الفيلسوف اليوناني «أرسطرخس الساموسي» اكتشافه أن الأرض تدور حول الشمس. في القرن الثالث قبل الميلاد -أي منذ حوالي (2300) عام- قام العالم إراتوستينس بوضع نظام لخطوط الطول ودوائر العرض، وهو أول من قام بحساب محيط الأرض، وحدد درجة ميل محور الأرض، ورسم خريطة مفصلة للعالم. في القرن التاسع الميلادي -أي منذ حوالي (1200) عام- جهز المأمون بعثة علمية بقيادة أبناء موسى بن شاكر لقياس محيط الأرض بناءً على زاوية ميل نجم القطب الشمالي عن الأفق فتوصلوا لقياسات دقيقة لا تختلف عن القياسات الحديثة إلا بنسبة بسيطة..
ومن الأحداث الطريفة أن الفيلسوف برتراند راسل كان قبل حوالي مئة عام يلقي محاضرة عن الفلك يصف فيها كروية الأرض ودوران الأرض حول الشمس ودوران الشمس وبقية النجوم والكواكب حول مركز المجرة، فوقفت امرأة عجوز ووجهت كلامها إلى راسل قائلة: (إن ما تقوله هراء، فالأرض في الحقيقة مسطحة ومستوية ومحمولة على ظهر سلحفاة عملاقة)، فابتسم راسل وسأل العجوز: (وما الذي تقف عليه السلحفاة يا سيدتي؟!)، فقالت له العجوز باستهزاء: (إنك شاب ذكي جداً ولكن مثل سؤالك لا يجهلني، إنها سلاحف متراصة بعضها فوق بعض).
لقد كانت تلك الرؤية تعبر عن المعتقدات المترسخة في عقل تلك العجوز حول الكون قبل أكثر من مئة عام!، فهل لا زال يوجد بيننا من لديه رؤية مقاربة؟!