إذا كان الطفل ينشغل تفكيره في المستقبل، ومتى سيكون كبيراً حتى يحصل على ما يريده، والمراهق يشغل خاطره أحداث تساهم بالتأثير في تكوين شخصيته، كما يشغل خاطره مآله المجهول وأين ستذهب به الأيام. ومن ثمّ تتنوع أساليبنا للحصول على السعادة المأمولة؛ فهناك من يهدفون إلى وظيفة ثابتة، وآخرون يفكرون في تنفيذ مشروع استثماريّ، وغير ذلك.
فالكل يفكر في المستقبل، وما يحمل في ثناياه من مفاجآت، فيها الجميل والممتع، وقد يكون بعضها في غاية المرارة، إن الحياة تكوين مختلط من العمل والعلاقات الإنسانية والمال والمتع المختلفة، ولكل من هذه الأمور أهمية عظيمة، إن استمرت الحياة من دونها أصبحت بكل تأكيد حياة غير مبهجة.
والإنسان العاقل وحده هو من يستطيع معرفة أن البهجة لا يمكن أن يتحصّل عليها من أمور بسيطة صغيرة، وتذهب بذهاب أمور بسيطة صغيرة يعيش بها سعيداً.
وإذا كانت البهجة نعتاً لحياة بأكملها، أو لمرحلة من العمر يصير فيها الإنسان هانئ البال وراضياً تمام الرضا عن وضعه، فإننا نحن كمواطنين نعيش في هذا الوطن المعطاء، هذه الأحاسيس وهذا الشعور.
لأن هذا جميعه هيأته سعودية العطاء والخير، وعملت بكل ما أوتيت من جهد على الربط بين الناس بالمودة والكلمة الجميلة وترجمة الأحاسيس لأفعال مشاهدة، ودرجت عليها منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه -، فكانت لحظات العطاء والعطف والرحمة، تدخل البهجة في النفس، ويمنحها الجميع، وجاء أبناؤه من بعده بمبادرات ومشاريع ومنجزات، جعلت الكل سعداء، فلن يغيبوا من ذاكرة المواطنين، مهما طال الزمن.
وهذه المبادرات تأكَّدت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيَّده الله - وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - الذي لا يكاد يمرّ يوم إلّا ويتم استصدار قرار جديد، أو تدشين مشروع متميّز، يجلب البهجة وراحة الخاطر على الجميع.
فمع بداية شهر رمضان المبارك جاءت توجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالعفو عن النزلاء والنزيلات المحكومين في الحق العام وإطلاق سراحهم وعودتهم إلى أهاليهم بمناسبة شهر رمضان، كذلك بدأ صرف دفعة جديدة من حساب المواطن لشهر مارس، وكذلك استمرار صرف زيادة الحد الأدنى الأساسي لاحتساب المعاش لمستحقي الضمان الاجتماعي من 1100 ريال إلى 1320 ريالاً، فضلاً عن صرف معونة شهر رمضان للمستفيدين من الضمان الاجتماعي، بمبلغ 1000 ريال للعائل و500 ريال للتابع، التي من المتوقع إعلانها خلال الأيام القريبة القادمة، تلمساً لاحتياجات المواطنين وتخفيف الأعباء عنهم، وكذلك إطلاق حملة جود المناطق التي أطلقها أمراء المناطق على مستوى المملكة لتحقيق الأثر المستهدف من قطاع الإسكان التنموي، وتوفير وحدات سكنية، من خلال المساهمات المجتمعية التي تقوم على العطاء والجود لمن هم في أشد حاجة للمساكن بما يحقق لهم الاستقرار الأسري، فضلاً عن المساعدات الخارجية التي لا تكاد تتوقّف.
وتوّج هذا بإعلان إطلاق الحملة الوطنية للعمل الخيري في نسختها الرابعة عبر منصة «إحسان»، التي وجّه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد، لتكون المسار الإستراتيجي للمملكة في العمل الخيري والإحسان وتعزيز التكافل الاجتماعي لاسيما في تزامن هذه الحملة مع انطلاق شهر الخير والعطاء.
اللَّهم احفظ قيادة هذا الوطن لعمل الخيرات، ووفقها لما فيه خير الإنسانية جمعاء.