إيمان الدبيّان
رحل شهر التهجد والصيام رحل شهر التراويح والقيام، نسأل الله لنا ولكم قبول الأعمال وتحقيق الآمال وأن يعيده علينا وعليكم وعلى حكومتنا ووطننا وأمتنا وقادتنا ونحن في أحسن حال.
رحل رمضان وبقي أثره ذكرى عاطرة في مخيلة الزوار والمعتمرين لما وجدوه من خدمات فائقة، وتسهيلات رائعة تكاتفت فيها جهود الدولة قاطبة بقيادة وإشراف ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله.
خُطّط أمنية محكمة وقيادة حشود بآلية متقنة، ووجبات إفطار بأساليب عصرية، ونظافة بتقنيات حصرية، ورعاية للمعتمر استثنائية، جزى الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكافة المعنيين كل الخير والجزاء وعظيم الثواب من رب السماء.
كل هذا وأكثر منه تحيطه أصوات الأئمة الآسرة، وخطب بمواعظ فاخرة كأسراب حمام مكة الآمنة تكتنفهم صلاة وابتهالاً، خشوعاً وإذلالاً، منذ أول الشهر العظيم إلى ليلة ختم القرآن الكريم بصوت خطيب المسلمين وإمام المصلين ومحبوب الكثيرين معالي د. الشيخ عبدالرحمن السديس الذي وهبه الله خيري الدنيا والدين بما يملك من ذكاء اجتماعي وعاطفي وصدق وإخلاص وطني.
نستشعر كل ذلك في ثنايا دعاء ختم القرآن فلم ينس مؤسس الدولة وأبناءه ولا الملك وأعوانه وكل الشعب والوطن بمختلف أرجائه وجميع بلدان الأمة الإسلامية، طالباً من المنان للمسلمين الرحمة والغفران، والعتق من النيران.
دعاء اقشعرت معه أبداننا وفاضت بالدمع أعيننا وخشعت به لله قلوبنا وتوحَّدت به ومعه حول الدين والوطن والقادة صفوفنا.
الشيخ والإمام والإنسان بفضله وعلمه وخلقه وكرمه للفقير والضعيف قريب وبجوار القادة له معهم قدر مهيب، أبواب بيته مفتوحة للمعايدين ويديه مبسوطة للمتعثرين، يجيب الإعلاميين عن أسئلة حول عاداته اليومية على الرغم من مسؤولياته العملية والعلمية، أمناً إماماً وخطيباً، وجه للعالم رسالة واقعية عن الوسطية بكل احتراف ومهنية، ولا نملك إلا أن ندعو له بأن يرفع الله قدره ويكتب له من وافر أجره.
الإمامة والخطابة رسالة عالمية ومحبة وطنية أدركناها، ووعتها البشرية مع إمام المصلين وخطيب الملايين معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس.