إن كان للأمم عنوان فالملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود هو عنوان للأمم.. ومحمد بن سلمان عرابها.. وهنا يحق لنا أن نقول بأنه وعلى الرغم من قصر فترة حكم الملك سلمان منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية.. إلاّ أن المملكة شهدت نهوضاً وتطوراً غير مسبوق بالنظر للفترة القصيرة التي أشرنا إليها.. إن ما شهدته المملكة من قرارات سياسية على الصعيد الخارجي شكلت ردعاً وحزماً لكل من سوَّلت له نفسه العبث بأمن منطقة الخليج العربي وأوصلت رسالة غاية في الحزم.. للوقوف في وجه الأطماع المشبوهة.. وأثبت خادم الحرمين فعلاً أنه نعم القائد والزعيم لهذه الأمة الإسلامية والعربية من شرقها إلى غربها.. وعلى نفس السياق فإن جهود الملك سلمان على الجانب الآخر تمثِّل سياسة وحنكة كبيرتين ترجمهما من خلال سياسة التقارب مع كتل محيطة بمنطقة الشرق الأوسط كان لها عظيم الأثر في إرساء الأمان والسلام للكثير من شعوب الأمة التواقة لهذا السلام.. على الرغم من عاصفة الاضطراب التي تعم المنطقة.. وجاءت لتخفف من وطأة المخاوف لدى تلك الشعوب وتعزز لديها الثقة والطمأنينة فيها وهنا فإنه لا بد من الإشارة إلى القول بأن مسيرة الخير التي تبناها خادم الحرمين الشريفين منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة.. وتحققت على يديه وفي عهده الكثير من الإنجازات العظيمة التي كان شعب المملكة العربية السعودية يتوق إليها ومنذ زمن بعيد. وقد جاءت في وقت كان فيه هذا الشعب في أمس الحاجة لتلك للإنجازات وما رافق تلك الإنجازات من تنمية اقتصادية واجتماعية وحققت الكثير من المنافع على الصعيد الداخلي.. وعلى الصعيد الخارجي.. فإن الإنجازات في هذا الصدد حدث ولا حرج.. وهنا لا بد من الإشارة إلى الدعم اللا محدود الذي قدمه خادم الحرمين الأمة الإسلامية وخصوصاً دعمه للمراكز والهيئات الإسلامية في العالم أجمع.. والتي كان لها الصدى والأثر الكبيران.. بحيث أصبحت لمسات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الإنسانية لا يوفيها وصف أو تعبير مهما كان بليغاً وأن الكلمات التي تُقال لا تفي أيضاً حق هذا الملك العادل.. فكان في ذلك شأنه كشأن من سبقه من القادة ملوك المملكة العربية السعودية.. الذين كانوا فعلاً قادة وزعماء لبلد يعد عموداً وأساساً مهماً في قاعدة الأمة العربية والإسلامية.. إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربيةالسعودية يعد من الشخصيات الاستثنائية في تاريخ المملكة على مر العقود والأزمان.. ومنذ بداية نشأتها. والأمر الجلي في هذا الصدد هو مواكبة خادم الحرمين لمسيرة طويلة من الكفاح والريادة في قيادة بلد له وزنه وتاريخه العريق.. ومن جانب آخر فإن شكل هذا البلد اكتسب طعماً وأسلوباً خاصاً مميزاً وأيضاً استثنائياً منذ تولي خادم الحرمين حكم المملكة وذلك بالنظر إلى التحول السريع لسياسة المملكة في عهده.. هذا التحول بنظر الكثير من المحللين السياسيين كان تحولاً في اللحظة المناسبة وجاء في ظل ظروف سياسية متقلبة في المنطقة.. وكان هذا التحول برداً وسلاماً على هذا البلد وشعبه الكريم.. وذلك وفق رؤية عصرية منهجية تراعي كل أساليب التجديد والتطوير والتحول نحو المستقبل بكل أريحية.. وهنا نجد جهود ولي العهد تأتي استكمالاً لإنجازات الملك سلمان الوالد القائد.. فجهد ولي العهد كان عظيم الأثر في بناء الأمة فأصبح عرَّاباً لرؤية الملك متوافقة مع بناء هذا البلد.. على أساس رؤية مدروسة لها القواعد الثابتة والأساسية.. التي سوف تنقل المملكة إلى عصر جديد يتميز بالكثير من الإنجازات التي سوف تلقي بظلالها على آفاق الفترة القادمة من تاريخ المملكة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر وتأكيداً لجهود ولي العهد محمد بن سلمان.. نقول بأن المملكة العربية السعودية.. خطت خطوات غير مسبوقة ابتداءً من رؤية المملكة 2030م والمشاريع التي تضمنتها، وأهمها المشروع الجبار «نيوم» والقدية والعلا وجزر البحر الأحمر والدرعية في خطتها الطموحة بالإضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى مثل إنشاء صندوق سيادي: تعمل المملكة بموجبه على تحويل صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى صندوق سيادي بأصول تقدر قيمتها بتريليوني دولار إلى 2.5 تريليون دولار ليصبح بذلك أضخم» الصناديق السيادية عالميا، حيث إن البيانات الأولية تتحدث هنا لتقول بأن الصندوق سوف يكون أو يسيطر على أكثر من 10 % من القدرة الاستثمارية في الكرة الأرضية، ويقدر حجم ممتلكاته بأكثر من 3 %» من الأصول العالمية. وأضاف أن السعودية ستكون قوة استثمارية من خلال الصندوق الذي سيكون محركًا رئيسيًا للكرة الأرضية وليس فقط على مستوى منطقة الشرق الأوسط.. وأيضاً هناك عدم الاعتماد على النفط فقط: حيث تستطيع المملكة العربية السعودية من خلاله العيش بدون نفط في غضون سنوات معدودة، وتستطيع تحقيق هذه الخطة الاقتصادية والتعايش مع الوضع العام حتى في ظل وصول سعر برميل النفط إلى ثلاثين دولاراً أو أقل، وتهدف الخطة إلى زيادة الإيرادات غير النفطية ستة أضعاف من نحو 43.5 مليار دولار سنوياً إلى 267 مليار دولار سنوياً، كما تهدف إلى زيادة حصة الصادرات غير النفطية من 16 % من الناتج المحلي حالياً إلى 50 % من الناتج. وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تحسين وضعها لتصبح ضمن أفضل 15 اقتصادًا في العالم بدلاً من موقعها الراهن في المرتبة العشرين. وفي ما يتعلق بمصادر الطاقة ستنشئ المملكة مجمعاً ضخماً للطاقة الشمسية في شمال البلاد، كما أن الصناعات السعودية ستركز على نقاط القوة وتتجنب نقاط الضعف مثل موارد المياه الشحيحة، وذلك بتوجيه الاستثمار في كل من جمهورية مصر العربية والسودان... إن أفكاراً جريئة قدمها ولي العهد السعودي كان لها عظيم الأثر في إحداث الأثر الإيجابي في الاقتصاد بالمملكة ومن تلك الأفكار مشروع طرح أرامكو بالبورصة، حيث طرحت المملكة أقل من 5 %» من شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو للاكتتاب العام في البورصة والتي سوف تكون جزءاً مهماً من المفاتيح الرئيسية للرؤية الاقتصادية الحقيقية.. والله الموفق.
**
Dr.essa.amiri@hotmail.com