عادل علي جودة
لا إله إلا الله
ويا إلهي؛ كم هي سريعة هذه الحياة!
يا لها من متاهاتٍ صادمة صاعقة؛ لا نعلم شيئًا عن بداياتها، ولا شيئًا من معالم كنهها، ولا شيئًا من أركان نهاياتها،
يا لها من آهاتٍ؛ تباغت جوارحنا، تكشف لنا عجز إرادتنا، وضعف إدراكنا، وحيرة أمرنا، وفقر حيلتنا،
يا لها من لحظاتٍ نتحسس فيها رجفة شفاهنا، وارتباك وجناتنا، ولوعة مآقينا،
يا لها من قسوةٍ تحبس دمعاتنا، وتلوي نياط قلوبنا، وتكتم أنفاسنا،
ويا له من غيابٍ يصنعه الرحيل.
هكذا هم الراحلون دومًا، يرحلون بصمت، تغيب أبدانهم، وتبقى أطيافهم؛ تلاطف أحزاننا، وتكفكف دمعاتنا، وتهدهد تناهيدنا،
تارة نقف والابتسامة تملؤنا إزاء بصماتهم، وتارات نسرح بعيدًا في حنان لمساتهم.
وها نحن اليوم؛ الجمعة 19 رمضان 1445هـ الموافق 29 مارس آذار 2024م، بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، نتلقى نبأً عظيمًا في رجل عزَّ نظيره، في فارسٍ رسم في نفوسنا طيفه بخيوط من نور، في إنسان سمتٍ أصيلٍ أقل ما يقال فيه إنه حميد الخصال؛ ها نحن نودعه ومعالم الآه تلسعنا في صلاة خاشعة على جثمانه الطاهر بعيد صلاة العصر في جامع الجوهرة البابطين الكبير في مدينة الرياض،
إنه الأخ القريب عبدالعزيز بن سليمان الحبيب، الأخ الذي امتلك قلوبنا (زملائي وأنا) برقته، بوداده، بتواضعه، بجمال ابتسامته، على امتداد ما يقارب العقدين من الزمان.
رحمك الله يا أبا سليمان رحمة واسعة، وغفر لك، وثبتك عند السؤال، وأسكنك فسيح جناته، وعظم أجر أسرتك وأجر آل الحبيب الكرام، وأجرنا جميعًا في بيتنا الكبير «مؤسسة الملك فيصل الخيرية» التي جمعتنا على المحبة والإخاء.
(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ)، ودائمًا وأبدًا الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله.