د.عبدالله سعد أبا حسين
يتساءل كثيرٌ من الدارسين عن الأصول الخطية للدرر السنية المطبوعة سنة 1352- 1356هـ، وهو ما دفعني إلى البحث والتفتيش، ووقفت بفضل الله على كراسة مخطوطةٍ محفوظة في مكتبة الرياض السعودية برقم (5/ 86)، تضم رسائل الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب، وعلى بعضها هوامش؛ كقوله: (اكتب، أسماء الله، ج3، ص3)، وقوله: (العقائد، ج1، ص40)، وقوله: (اكتب، ج، ص53، في العقائد) (ص3، وص55، وص10)، ولما رجعت إلى ذات الرسائل في طبعة الدرر السنية الأولى؛ وجدت مواضعها فيها كما ذكر في الهوامش، فالأول في ج3، ص3، كتاب الأسماء والصفات، والثاني في ج1، ص40، كتاب العقائد، والثالث في ج1، ص53، كتاب العقائد، ولفت انتباهي خطٌ في الكراسة يقطع الرسالة التي في المطبوع ج1، ص53، ويفصل بين قوله: (لأنه كلام طويل) وبقية الرسالة، وطالعتها في طبعة الدرر السنية، فوجدتها تقف عند قوله: (لأنه كلام طويل)، ويكملها جامع الدرر الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في موضع آخر، ولحظت في الكراسة خطوطَ تقطيع أخرى(1)، وهذا يعني أنها كانت بين يدي جامع الدرر، وأنه اعتمد عليها في إعداد وترتيب رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ويبدو أنه استعان بغيرها، فإن إحدى الرسائل جاءت ناقصةً في الكراسة، وعلق على موضع النقص بكلمة: (زيادة)، وطالعتها في طبعة الدرر، ووجدت زيادةً على ما في الكراسة، وقابلتها بكراسة أخرى محفوظة في مكتبة الرياض السعودية برقم (592/ 86)، فوجدت الزيادة فيها (ص6).
إن تقليب مخطوطات رسائل أئمة الدعوة في مكتبة الرياض السعودية، ومقابلتها بالدرر السنية؛ يوصل إلى كثير من أصولها الخطية، ويزيد في مكانتها، ويضيف إلى شخصية جامعها العلمية، ويدفع عنه دعوى إتلافه المخطوط بعد فراغه منه، ويؤكد بطلانها بالبراهين، ولقد ذكرت واحداً، وأضيف: أن ابن قاسم اعتمد على كراسةٍ محفوظةٍ في المكتبة برقم (668/ 86)، فيها نصيحة للشيخ عبد الرحمن بن حسن، سقط منها شطر بيت، وأثبت في نسختين خطيتين أخريين، الأولى في مكتبة الملك سلمان برقم (3413)، ص155، والأخرى في مكتبة جامعة الإمام برقم (9297)، ص34، ونقلها ابن قاسم، وسقط ذات الشطر في المطبوع (ج14، ص94)، فدل على ما اعتمده ابن قاسم من النسخ الثلاث.
ووقفت على رسالة بخط الشيخ عبد الله بن إبراهيم الربيعي، فيها أربعة مواضع بياض، جاءت في كراسة ضمن مجموع كبير برقم (679/ 86، ص59)، ونقلها ابن قاسم، وأثبت ذات البياضات (ج5، ص85-88)، ودل وجود البياضات في الدرر السنية على النسخة الخطية التي اعتمد عليها ابن قاسم، وفي المجموع المذكور رسالةٌ أخرى فيها خمس بياضات، نقلها ابن قاسم، وأثبت البياضات (ص59-62، ويقارن بالدرر ج11، ص547- 551).
والمتتبع لعمل ابن قاسم يجد أنه ربما تحول عن نسخةٍ خطية في مكتبة الرياض السعودية لسبب علميٍ معتبر، فإنه نقل كتاب المورد العذب الزلال تأليف الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، معتمداً على نسخة بخط الشيخ حمد بن علي بن عتيق، ومتحولاً عن النسخة التي طبع عنها الكتاب في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (ج4، ص287)، وهي بخط الشيخ عبد الله الربيعي، محفوظة في المكتبة برقم (568/ 86، ص1-32)، فرغ منها في الرياض سنة 1346هـ، وقابلت بين طبعتي كتاب المورد العذب، وتبينت لي فروقات، وتميزت طبعة الدرر عن طبعة مجموعة الرسائل عندي بزيادة الضبط(2).
ويلحظ مقلب مخطوطات مكتبة الرياض السعودية أن أساسها خزانة كتب الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، خصوصاً ما آل إليها من الكتب والمجاميع الموقوفة، ويَلحظ أيضاً اعتمادَ ابن قاسم على منسوخات الشيخ عبد الله بن إبراهيم الربيعي أكثر من اعتماده على منسوخات غيره، والربيعي أكبر سناً من ابن قاسم، وكلاهما قدم إلى الرياض من خارجها، وكان الربيعي قبل في مدينة جدة، وفيها استفتح النسخ سنة 1314هـ، وسأل الله لوالديه حسنَ الختام (463/86 آخر ورقة)، ولـما استقرت الرياض وأمنت بالإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود؛ انتقل إليها، وطلب العلم، وتردد على شيخه محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ وهو في بلدة شقراء بين سنتي 1332هـ و1336هـ، إبان توليه قضاء الوشم، ثم لازمه في الرياض بعد توليه منصب أخيه الشيخ عبد الله (ت: 1339هـ)، واستشعرَ تحت إشراف شيخه وتوجيهه الحاجةَ العلمية، وجدَ معه واجتهدَ في سدها بحسب القدرة والإمكان، فنسخ الكثير، وتنوعت منسوخاته، بين كتبٍ كبار؛ كالأحكام السلطانية لأبي يعلى الفراء، ورد الإمام الدارمي على بشر المريسي، وكتبٍ صغارٍ؛ كرسائل الحافظ ابن رجب، وأكمل كتباً مخطوطةً؛ كالمحرر في الفقه لابن عبد الهادي، نسخ سنة 852هـ (403/ 86)، ومنح الشافيات في شرح المفردات للبهوتي، بخط الشيخ محمد بن ربيعة العوسجي سنة 1093هـ (499/ 86)، وشرح العمدة لبهاء الدين المقدسي (553/ 86)، وأكمل كتباً مطبوعةً ذهب بعضها؛ ككتاب فصل الخطاب في تبرئة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، طبع سنة 1307هـ، وفقدت منه أوراق، وكتب في آخره أنه من إملاء الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ، وأوقفه الشيخ عبد الله بن الحسن نسباً، المدفع لقباً، ساكن الشارقة ناحية عمان، وهو منقول من كتاب مطبوع للشيخ صديق حسن القنوجي سنة 1289هـ، وأصله رسالة الشيخ عبد الله آل الشيخ إلى أهل مكة (مكتبة الملك سلمان (3422)، ص203-210، ووقفت على نسخة خطية للكتاب في مكتبة شقراء العامة)، ونسخ كتاباً مطبوعاً، وقابله على نسختين، وصحح أخطاء الطبع (مكتبة الملك سلمان برقم (1639)، ص48، 217)، ورمم كتاب أقسام القرآن للعلامة ابن القيم، طبع في مكة سنة 1321هـ، وتخرقت أوراقه من وسطها وأطرافها، فألصق مكان الخروم ورقاً أبيض، وكتب فيه ما ذهب من الكلمات، وقابله على أصله(3)، وتتبع بياضاتٍ في نسختين خطيتين لتاريخ ابن غنام، وسد أكثرها بمقابلتهما على نسخة ثالثة (مكتبة الملك عبد الله بجامعة أمالقرى برقم (1759)، و(1463))، وربما وقع على نسخة كتاب ناقص، ونسخه وبين نقصه، ونادى في آخره: (من وجده فليتمه) (مكتبة الملك سلمان (1196))، وربما وقف على نسخة كثيرة الغلط، ونسخها، وقال: (من نسخة كثيرة الغلط والتحريف، من وجد نسخة صحيحة فليقابل) (1639، ص267))، وأكثر ما جد فيه الربيعي واجتهد: رسائل وأجوبة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وتلاميذه، وتلاميذهم، وجاءت أكثر كراريسه التي نسخها من رسائلهم وأجوبتهم في مجاميع ضخمة، بلغ أحدها: (662) صفحة (مكتبة الملك سلمان (3413))، وثانٍ: (307) صفحة (679/ 86)، وثالث: (318) صفحة (568/ 86)، ورابع: (219) صفحة (مكتبة الملك سلمان (3422))، وخامس: (456) صفحة (مكتبة الملك سلمان (1639))، وسادس: (304) صفحة (مكتبة الملك سلمان (814))، وسابع: (139) صفحة (مكتبة الملك سلمان (315))، وهناك غير ما ذكرت، ويخص الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب، وتلاميذه، وتلاميذهم من الكراريس التي ذكرت مجاميعها: (820) صفحة تقريباً، ولا أدري كم يوازيها من المطبوع، ووجدت أن مجموعه البالغ (139)صفحة؛ خطه أصغر من المألوف، وعدد مسطرته أكثر من المألوف، ويحوي رسائل الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ المطبوعة في المجلد الثالث من مجموعة الرسائل والمسائل النجدية، وبلغت صفحاته (455) صفحة، واعتمد المطبوع على غير نسخة الربيعي، وزادت نسخة الربيعي على المطبوع.
ولم يكن الربيعي ناسخاً مكثراً متنوعاً أميناً فحسب، بل وشارحاً للغريب والمشكل، من ذلك أن علماء الدرعية أجابوا على سؤال واردٍ عليهم من جهة اليمن، وجاء في جوابهم استعمال مصطلح (بلاد)، ونسخه الربيعي، وفسرَ المصطلحَ في الهامش بقوله: (الأرض والبستان عند بعض أهل اليمن، ولو لم يكن فيه شجر) (مكتبة الملك سلمان (1639)، ص391، 396)، وذكر علماء الدرعية في جوابهم أن دية القتيل مائة ناقة، وقالوا: (قدرها هالحين ثمانمائة ريال)، فعلق الربيعي: (هالحين، يعني في أول القرن الثالث عشر في نجد أيام الدرعية) (ص397)، وكان ـ على عكس ابن قاسم في الدرر ـ لا يفصح كلمةً عاميةً نجدية واردة في رسائل أئمة الدعوة وأجوبتهم، بل يثبتها، ويفسرها في الهامش، من ذلك أنه علق على كلمة (يغتسل) في جواب علماء الدرعية بقوله: (يعني: يستنجي، لا غسل الجنابة) (679/ 86، ص295)، وعلق على كلمة (ودي) بقوله: (لغة بنجد بمعنى أحب) (مكتبة الملك سلمان (3406)، ص13)، و(اللي)، يعني: الذي (مكتبة الملك سلمان (3413)، ص80، وص159)، و(بَعَد)، يعني: أيضاً، و(أكاد)، يعني: الذي أشوف (679/ 86، ص264، وص287)، وجاء في جوابات الشيخ حمد بن ناصر بن معمر؛ اعتذاره عن إجابة بعض مسائل السائل لطول الجواب، وعجلة القاصد، ففسر الربيعي (عجلة القاصد) بقوله: (يعني: الطارش عجل) (مكتبة الملك سلمان (3406)، ص12)، ويقصد بالطارش حامل الجواب، وصادفتني كلمةٌ غريبة في جوابٍ لم يطبع للشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، وهي: (مع اشبيني) ((3413)، ص17)، ولم أفهم معناها، وأكملت حسيراً مطالعة المجموع، وإذا بالربيعي يعيد كتابة الجواب (ص95)، ويضبط الكلمة بالشكل، هكذا: (مع اشْبَيْني)، ويفسرها بقوله: (اسم رجل)، وأعجب منه أنه ترجم كلماتٍ غيرَ عربيةٍ، منه تعليقه على كلمة: (سنجق) الواردة في كتاب العقود الدرية بقوله: (البيرق عند أهل نجد) (ص155)، وكلمة (شاباش) في نسخه كتاب (رؤوس القوارير) للحافظ ابن الجوزي، فسرها بقوله: (مثل قول أهل نجد: ونعم، هبت ريح) (مكتبة الملك سلمان (814)، ص18)، قلت: (ونعم) كلمة مدح تقال للرجل بحسب ما عرف عنه من المدائح، و(هبت ريح) تعني أنه يدرك ما يجب عليه ويبادر إلى إنجازه.
وكثيراً ما يعاني الربيعي من أغلاط الأصول التي ينقل منها، ويغضب أحياناً، قال مرةً بعد نسخ رسالة نفيسة: (كل كَتْبها الأصلي ملعوبٌ فيه)، وقال مرةً: (الأصل كتبٌ سقيم) (مكتبة الملك سلمان (814)، ص278، وص235)، وأكمل كتاباً، وقال في آخره: (عن نسخة كثيرة الغلط ومحرفة، لأن كاتبها ليس بعربي ولا يعرف المعاني) (553/ 86)، وفرغ من نقل أجوبة الشيخ حمد بن ناصر بن معمر، فكتب: (الأصل كتب بزر أو إنسان ما يعرف المعاني) (مكتبة الملك سلمان(3406))، قلت: (بَزر) بفتح الباء، وتفخيم الراء، تعني: الغلام الصغير. وربما عبر الربيعي عن معاناته في النسْخ والكَتْب ولو كان الأصل مضبوطاً، فقد نسخ نظم الوجيز في الفقه على مذهب الإمام أحمد، من نسخة بخط الشيخ عبد الوهاب بن موسى بن عبد القادر سنة 988هـ، ووقف في آخرها على طلب الشيخ عبد الوهاب من القارئ الدعاء له ولوالديه وأقاربه، وعلل بما معناه: (فقد كفتك يدا الناسخ مشقةَ النسخ)، فعلق الربيعي بقوله: (ما كفيتنا، بل كتبناه كما كتبته)، ودعا له وللجميع بالرحمة (580/ 86).
كثيرةٌ هي كراريس الربيعي، وممتعةٌ، وملهمةٌ، وقيمتها العلمية عاليةٌ، ويعود الفضل في ذلك كله لله تعالى، ثم لشيخ الربيعي، الشيخ الجليل محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ، فإنه كان محيطاً بمآل خزائن كتب البيوتات العلمية، وملحاً في طلب نَسْخ أو شراء إرث أئمة الدعوة ونفائس كتب العلم من القضاة، والوجهاء، وورثة خزائن الكتب، وكانوا يجلونه ويستشعرون معه الحاجة العلمية، وكان الملك عبد العزيز يشاركه الاهتمام، ويمده، ويعينه، وبسبب إمداد الملك وحرصه، وإحاطة الشيخ وجده، وتعاون علماء ووجهاء البلدان القريبة والبعيدة؛ وفدت إلى الرياض كراريس مزبورةٌ بإرث أئمة الدعوة، ومعها كتبٌ نفيسة، وبعض ما وفد؛ يستقر، وبعضه يعود بعد النسخ، وغالباً ما ينسخ بيد الربيعي، وتحركَ العلم حراكاً لم يسبق له مثيل في الرياض، ومركز الحراك خزانة كتب الشيخ محمد، فهذه كراسةٌ معارة، وذي منقولة وقفيتها، وتي منقولة ملكيتها، وتيك يعيدها الربيعي بعد نسخها، ويأخذ أخرى يقابل بها، وذاك كتابٌ مخروم يرمَم، وتاك آخر في يد الشيخ يطالعه، وثمة كراريس محمولة إلى القاهرة لتطبع، وثمة كتبٍ طبعت في القاهرة، وجيء بها إلى الرياض، وبعض ما جيء به حمل إلى خزانة كتب الشيخ، وصدى حراك الخزانة يتردد في مجالس النخب، ودروس العلماء، في مشهدٍ عامٍ لمدينة الرياض، لا يدرك عظمته وفضله إلا من تنور بالاعتبار فكْره، وعرف تاريخ الرياض ونجد بين سنتي 1282هـ و1319هـ، ولقد أطلت النظرَ والتفكر في قول الربيعي بعد فراغه من كراسةٍ: (في بلد الرياض، بجانب سورها حرسها الله والبلاد النجدية) (506/ 86)، واعتبرت بحادثة هدم سور الرياض سنة 1309هـ (إبراهيم بن عيسى (عقد الدرر)، ص115)، ثم أطلت الفكرة في قول الربيعي يختم بعض منسوخاته: (على نفقة الشيخ المكرم محمد بن عبد اللطيف)، و(بأمر شيخنا ووالدنا محمد بن عبد اللطيف)، وتذكرت ما جرا على شيخه في الرياض وقت الاضطرابات والفتن، وقبل استعادة الملك عبد العزيز لها، وبدت في مخيلتي صورته وهو يشاهد تصاعد دخان حريق نخيل بعض جهاتها، ويرفع يديه يدعو على من أحرق وبغى (ذكره أ.خالد السليمان (معجم مدينة الرياض)، ص21-22)، وتلاحقت في مخيلتي صور حملة العلم من ذوي قربى الشيخ، ومن يحيط بهم، منهم: عمه الشيخ إسحاق، يخرج من الرياض في السنة التي هدم فيها سورها، وأخوه الشيخ عبد الله، يخرج قبل ذلك بسبب الفتنة بين أبناء الإمام فيصل، وخرج معه الشيخ سحمان بنمصلح، والد الشيخ سليمان، وكان سليمان صبياً، وبدت في مخيلتي صورة يد الصبي ممسكةً بيد أبيه، وخرج الشيخ صالح بن مرشد أيضاً (سليمان الحمدان (تراجم متأخري الحنابلة)، ص17، ص128)، وأيقنت أن خزائن كتب من خرجوا؛ خرجت معهم، ورجعت بالفكْر إلى خزانة كتب الشيخ محمد، وكراريس الربيعي، وما يفد إليهما، ويستقر، أو يعود، وأيقنت أن كل ما يحيط بهما يشعر ببهجة الحاضر وأنسه، ويذكر بوحشة الماضي وبؤسه، قال الربيعي في أحد كراريسه: (هذه منظومة للشيخ أحمد بن عيسى، قالها في أيام ولاية ابن رشيد، وهو إذ ذاك في مكة، يذكر ذلك ابنه، وهو الذي أملاها علي في الرياض)، قلت: بدأها الشيخ أحمد بقوله: (متى ينجلي هذا الدجى) (مكتبة الملك سلمان (3422)، ص104، وتنظر في (عقد الدرر)، ص109).
لقد تغير الحال بفضل الله تعالى ثم بالملك عبد العزيز، وانتظمت البلدان والمفاوز بما فيها من بادية وحاضرة، واستظلت بظل سيفه، والتم الشمل، وتحرك العلم، وتشاركت أيدي العلماء وطلبة العلم وورثة خزائن الكتب والملك في عمارة خزانة كتب الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ وجعلها مركز حراكٍ علميٍ في القرن الرابع عشر الهجري، يفيد منه العلماء وطلبة العلم كابن قاسم، فأي فضلٍ نال عبد العزيز ونالوا، وأي أجرٍ حاز وحازوا؟ رحمهم الله تعالى ورفع منازلهم، وبارك في أعقابهم.
هوامش:
(1) مثلاً: ص12، وص116، وأسفل ص130، ويقارن بالدرر ط(5)، ج10، ص108، وج2، ص149، ج5، ص138.
(2) يقارن بين طبعتي المجموعة، ج4، ص303، والدرر، ج11، ص321-322، وهناك فروق غيرها، ونسخة ابن عتيق عندي مصورة.
(3) كان في مكتبة شقراء العامة، أ.عبد الله البسيمي (المكتبات العامة، نفائس ونوادر، إلى أين، وما المصير)، جريدة الجزيرة، الاثنين، 29 أغسطس 2022م، وزودني مشكوراً بصورٍ لبعض صفحات الكتاب وعليها مقابلات على أصله.