منال الحصيني
من المؤكد أنكم مررتم بأطوار وتقلبات نفسية ومزاجية متغيِّرة، كحال البشر جميعاً وهذا حديث لا يدعو للغرابة وربما لا جديد في ذلك.
لعل المختلف فيما أود طرحه هو.. ماذا عن الأشخاص الذين شاء الله أن يلتقوا بك في تلك المرحلة الزمنية الطارئة.
لعلنا صادفنا أحدهم بعد انكسار ظل وسمُه في قلوبنا ظاهراً مهما حاولنا إخفاءه فأصبح يتشدق بكلمات القوة لحثنا بها التي لو جُمعت حروف كلمتها لما تجاوزت سنوات صحبته لك، فلست من يخبرني عن القوة وربما لا ذنب له بذلك لعله كان صادق الحب فلنحسن النيَّة.
والأسوأ من ذلك حينما يصادمك أحدهم بأسباب تعطّل مسيرتك أيّن كانت... فماذا سيكون الرد؟!
هل كان سيرجع ميتاً للحياة أم سيمسح بيده على مريض عزيز أجبرتك ظروف الحياة أن توقف تلك المسيرة لبرهة من الوقت حتى تستطيع المسير قدماً في وقت لاحق.
ولا أعجبُ من أن يظل أحدهم جاهداً لجلد همتك على العزم في خوض تجربة حياتية جديدة بعد فشل محتّم في سابقها ولعل أخاك مجبر لا بطل.
المواقف كثيرة ولكلّ قصته، فما استدللت به كان ضرباً من العد، فهلاّ تكرّم من أراد حصر سنيننا العجاف حينما التقيناه وبدأ بإطلاق أحكامه الموجعة من خلالها.
في ماضي السنين كُنا الفرح الذي يبهج المكان
وأصحاب الكلام الذي يبهر الأنام
وعزاء الأعزاء وقت الشدة والرخاء
والأمل الوهاج، حيث تتسع الفجاج
وأصحاب العهود الغليظة حينما كان الوفاء فريضة
فهل لي أن أساررك يا من ساقتك الأقدار في تلك المرحلة المفصلية من حياتي بأنك حكمت جوراً في وقت كنت تنظر إلى ظلي الذي أصبح يبدو لك مماثلاً لي في وقت قد تعامدت مصائب الحياة فيه على رأسي
ففي الغد القريب سيصبح الظل مثْليه كما كان... فمن كان سيكون والوقت على ما أقول شهيد.