رمضان جريدي العنزي
من أبشع وأشنع مظاهر التسول استخدام الأطفال والنساء وذوي الحاجات الخاصة وانتشارهم في الشوارع والطرقات وفي الأسواق والمساجد وعند إشارات المرور، يقف وراءهم عصابات مارقة تمارس فنون المكر والخداع والحيلة، تخطط لهؤلاء وتتلذذ بالسحت الحرام، إن الإسلام منع التسول وذم المتسولين، قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إنه من سأل وعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فإنما يَسْتَكْثِرُ مِنْ نار جهنم قالوا يا رسول الله وما يُغْنِيهِ قال ما يُغَدِّيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ).
إن الأنظمة في مملكتنا الغالية تحظر التسول والذي يتمثل في استجداء الآخرين بهدف الحصول على منفعة مادية أو عينية بأي صورة أو وسيلة مهما كانت مسوغاته، وإن ممتهن التسول يحال للجهات المختصة للتحقيق في مخالفته النظام، واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة في حقه، إن ظاهرة التسول والتي بدأت تطفو على السطح مجدداً والتي تمارسها بعض الجاليات المقيمة ومخالفو الأنظمة يجب أن تنظر لها مكافحة التسول ولجهات المختصة بجدية متناهية وتتعقبهم بعيون ساهرة، كونه وسيلة تكسب ابتزازي غير حضاري وغير مشروع ولا علاقة له بالحاجة ويسيء للبلد، وتشويه للمظهر الحضاري.
لقد امتلأت بعض طرقات الأحياء بالأطفال والنساء المتسولين وحتى عمال النظافة نسوا أعمالهم الرئيسية ومارسوا هذا الفعل، إن ظاهرة التسول من أخطر الظواهر وأكثرها سلبية وازعاجاً، وإن القضاء عليه والتصدي له يتطلب تضافر الجهود من جميع أطياف المجتمع، من أفراد ومؤوسسات وهيئات، كل على حسب مسؤوليته، إن على الجميع أن يعرفوا بأن أغلب هؤلاء المتسولين ممثلون بارعون يصطنعون العاهة والحاجة ويعزفون على وتر العاطفة، ويستعملون حيلاً عدة لكسب الشفقة، ولا يتركون طريقة للاستجداء والاحتيال إلا ومارسوها، همهم الأوحد الكسب والفوز بالغنيمة والثراء السريع.
إن علينا جميعاً أن لا نتهاون في هذا الأمر، وأن نكون يداً واحدة مع الجهات المختصة، وأن لا ندعمهم أو نعطيهم لكي لا يستمروا في تسولهم المخالف وأعمالهم غير القانونية ولا المشروعة، وليعلم المتسولون الذين يمارسون تسولهم بمختلف الصور والأشكال، أو يحرضون عليه، أو يتفقون مع الآخرين أو يساعدونهم، بأي صورة أو طريقة كانت، بأن عملهم هذا جريمة يعاقب عليها القانون بشكل صارم كما نصت عليه الأنظمة والقوانين، إن علينا الوعي التام تجاه هؤلاء المتسولين، وأن لا ندعهم يعزفون على أوتار عواطفنا كذباً وزيفاً وبهتاناً، لتكبير أرصدتهم، وأن نحفظ هذه الآية الكريمة: {لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (273) سورة البقرة.