سلطان مصلح مسلط الحارثي
لا جديد، بطولة أخرى تُضاف لسجلات الزعيم العالمي، التي اكتظت بها دواليبه، وضاقت بها خزائنه، ولم يعد يسعها متحفه، لينشر السعادة بين محبيه وجماهيره، التي ما أن تفرح ببطولة، حتى تنتظر وتطالب بالأخرى، وهذه إحدى أسرار تميز وتفرد الهلال، واستمراريته في منصات الذهب منذ أكثر من خمسين عاماً، حيث لم يغب من خلالها هذا النادي الكبير عن تحقيق البطولات والإنجازات، حتى انبهر به منافسوه، وبدلاً من تقليده ليصلوا لمستواه، ذهبوا للتشكيك فيه، واتهموه بما ليس به، وحسدوه وغبطوه على ما يعيشه من نِعم.
يوم الخميس الماضي، ثاني أيام عيد الفطر المبارك، وفي العاصمة الإماراتية «أبو ظبي»، حقق الهلال بطولته الـ67، على حساب نادي الاتحاد، لينفرد بزعامة السوبر السعودي بـ4 بطولات، بعد أن أصبح زعيماً للدوري بـ18 لقباً، وهو يوشك على تحقيق لقبه الـ19، وبعد أن تزعم بطولة كأس ولي العهد بـ13 لقباً، كما أنه يتزعم الأندية السعودية على مستوى البطولات الخارجية بـ15 لقباً، تزعم من خلالها أندية آسيا بـ8 بطولات قارية، من ضمنها 4 بطولات على مستوى دوري الأبطال «وهو يتزعمه أيضاً»، كما يتشارك الهلال في زعامته العربية مع فريق الشباب بعد أن حقق كل منهما 4 ألقاب.
خزائن هذا الهلال ممتلئة من أصناف الذهب، وإنجازاته العظيمة لا يمكن سردها، ألا يكفي أنه حقق أعظم إنجاز رياضي سعودي، ممثلاً في «وصافة العالم»؟ وألا يكفي أنه من خلال إنجازاته القارية، حقق لقب «نادي القرن الآسيوي»؟
هذه البطولات، وتلك الإنجازات، هي «حلم» كل نادٍ سعودي وعربي وآسيوي، وهي طموح تتمنى تحقيقه جماهير تلك الأندية، التي لو حققت منجزاً واحداً من منجزات الهلال، لربما اكتفت به طوال تاريخها، ولكن قيمة ومكانة الزعيم العالمي، وجماهيريته الطاغية، لا تسمح له بأن يكتفي من شيء، ولهذا أصبح الهلال زعيم الرياضة السعودية والآسيوية وكبيرهما الأوحد.
الطريس والهويش نجحا فهل يستمران؟
بدون أدنى شك إن الحكمين السعوديين محمد الهويش وخالد الطريس نجحا في إدارة مباريات السوبر السعودي التي أقيمت نهاية رمضان وبداية شوال في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وقدما نفسيهما بشكل رائع تحكيمياً، وأعادا لنا شيئاً من «هيبة» التحكيم، التي افتقدها الحكم السعودي في السنوات الأخيرة، حتى أُجبرت الأندية على الاستعانة بالحكم الأجنبي لسوء الحكم المحلي، وكثرة هفواته، وضعف شخصيته، ولكن بروز الهويش والطريس في هذا التوقيت تحديداً، منح المتابع الرياضي «العقلاني» ثقة «مؤقتة» في الحكم السعودي، نتمنى أن تكون ثقة دائمة ومطلقة، ولكن الثقة الكاملة يجب أن ينتزعها الحكم بنفسه، وهذه تحتاج لقوة وصرامة وشجاعة من الحكم الذي يفترض أن يطبق النظام بعيداً عن لون الفريق واسم اللاعب، مثلما فعل الهويش مع البرتغالي رونالدو.
كل التوفيق لحكامنا المحليين، والأمنيات التي تراودنا كمهتمين في الشأن الرياضي، أن نرى ونشاهد حكاماً سعوديين يصلون للعالم، ويستطيعون إدارة أي مباراة عالمية مهما كان ثقلها الفني والجماهيري.
رابطة المحترفين لا تواكب رؤية الوطن
بعد أن قرر الاتحاد الآسيوي تأجيل مباراة الهلال والعين الإماراتي في ذهاب دور الـ4 من دوري أبطال آسيا، التي كان من المقرر إقامتها في مدينة العين الإماراتية يوم الثلاثاء الماضي، وبسبب الأحوال الجوية التي تمر بها المنطقة الخليجية، تم تأجيلها لمدة يوم، لتقام مساء البارحة، (لا نعلم هل تُلعب أم تؤجل أيضاً)، نقول بعد أن تم التأجيل الآسيوي، هل يفرض الواقع والمنطق نفسه على إدارة المسابقات في رابطة دوري المحترفين، وتؤجل مباراة الهلال والأهلي الدورية التي كانت ستُلعب يوم غدٍ، حتى إشعار آخر، أو تطبق «موقفها» تجاه ممثل الوطن، وتؤجل له المباراة يوماً واحداً؟
أسأل وأنا أتعجب مثل غيري، في عدم اهتمام رابطة دوري المحترفين بممثل الوطن «الوحيد» في دوري أبطال آسيا، وأتعجب أكثر، حينما أشاهد الرابطة لا تستطيع مواكبة رؤية الوطن رياضياً، فاليوم اهتمام القيادة السعودية العليا بالقطاع الرياضي ملاحظ لكل العالم، ودعمها المادي والمعنوي غير مسبوق، وهذا دليل حي على أن القيادة من خلال دعمها المباشر، تطمح في رؤية المنجزات الرياضية الوطنية تتحقق على أرض الواقع، وقد تحقق جزء منها، وبقيت طموحات كثيرة، فلماذا لا تواكب الرابطة هذا الطموح العالي؟
الهلال لعب البارحة آسيوياً في العين، وفي حال تأجيل مباراة الأهلي ليوم واحد فقط، سيلعب يوم السبت مع الأهلي في جدة، ويعود فجر الأحد ليرتاح، ويتمرن يوم الاثنين «تمريناً واحداً فقط»، ليلعب يوم الثلاثاء مباراة الإياب مع العين الإماراتي، فإن قررت الرابطة هذا القرار، فهي ترتكب كارثة بحق ممثل الوطن، الذي يسعى «وحيداً» في مواكبة رؤية الوطن، وتحقيق المنجزات الخارجية.