أحمد بن عبدالرحمن السبيهين
لو أن أقراص الضحك يمكن إيجادها في الصيدليات، لوصَفها كثير من الأطباء لمرضاهم ليتناولوه كلّ يوم.. إن جرعة من الضحك تتكوّن من مزيج من محفّزات الفيتامين، والعوامل المساعدة على الارتياح.
الضحك تمرين مفيد للحاجب الحاجز في الصدر، والذي تتجاهله معظم التمارين الرياضية، فيما عدا التّنفس العميق.
فلو اطّلعتَ على الأشعّة السينية، التي تُجرى لجسم الإنسان أثناء الضحك، لاكتشفت نتائج مدهشة؛ إذ سوف ترى أن الحجاب الحاجز يهبط تدريجياً، وترى أن الرئتين تتّسعان، نتيجة لحصولهما على كميّات من الأكسجين أكثر من المعتاد، وهذا الأكسجين يمرّ عن طريق الدمّ الذي تتزوّد به الرئتان.
عندما يضحك الإنسان فإن كميّة الأكسجين تتضاعف مرّتين أو ثلاث مرّات؛ مما ينتج عنه طفرة من القوّة التي تجتاح الجسم من الرأس إلى أخمص القدمين.
يقول الدكتور جيمس والش، من جامعة «فوردهام»: «إن قليلاً من الناس يُدرك أن صحّة الأفراد تختلف جودتها على حسب مقدار الضحك في حياتهم، وكذلك سرعة الشفاء من الأمراض.. وفي الحقيقة أن الأشخاص الذين يضحكون، يعيشون لسنوات أطول من أولئك الذين لا يضحكون.
الحياة في هذه الولايات
- لا تزال الأعراف والتقاليد القديمة تحكم حياة سكّان الغرب الموحش للولايات المتّحد، ولقد اكتشفتُ ذلك عندما ذهبتُ للتدريس في جنوب ولاية «نبراسكا»، فالطلّاب هناك يأتون للمدرسة على ظهور الخيل، ويقضون وقتاً طويلاً في استعراض مهاراتهم في امتطاء الجياد.
وبعد أن مكثتُ وقتاً طويلاً بين أهل البلدة، وتعرّفتُ على كثير من عوائلها، علمتُ أن أخوين من أفضل الطلّاب في المدرسة لهُما أخٌ صغير لطيف في عُمر الروضة، واستغربتُ أنهما لم يسبق لهُما الحديث عنه.
ولذا فقد سألتُ أحدهما يوماً: «لِمَ لَمْ تُخبراني بأن لديكما أخا صغيرا في المنزل»؟
فنظر إليّ الفتى بطريقة حرِجة وهو يجرّ قدميه، قائلاً: «أوه يا مُعلّمي، نحن لا نتحدّث عنه، فقد سقط مرّة من على صهوة الحصان»!
- نشرت صحيفة «أخبار كليفلاند» بولاية «أوهايو» شهادة طبيّة لبراءة اختراع، على عمودين في الصحيفة، من السيد «الكسندر كيلو»، الذي انتشى حين وجد نفسه، حسب ادّعائه، يُشفى من ألم الظهر، والأرق، وألمٌ في المعدة، والغازات المزعجة، بعد تناوله لهذا العقارٍ الطبيّ الجديد.. وبحماس شديد انتهى إلى: «أن «جيليان» علاج طبيّ فعّال، لأيّ شخص يشتكي من الآلام المشابهة لحالتي، وعليه أن يُبادر إلى تناول هذا العلاج».
ولكن في زاوية صغيرة في أسفل الصفحة، نُشر إعلان مُقتضَب، نَصّه: «لقد توفي السيّد «الكسندر كيلو»....!
- قضيتُ ليلة في إحدى الكبائن المؤجّرة على جبال ولاية «كنتكي»، وجلستُ أتحدّث مع صاحب الكابينة العجوز، وكان يؤمن بوجود الأشباح في هذه المنطقة، وقضينا وقتاً نتناقش في هذا الموضوع إلى أن حان وقت النوم.
وعند المبيت استيقظتُ على صوت حفيفٍ جاف، لشيء يزحف على الأرض، وسمع العجوز ذلك الصوت، فأشعل الثقاب وتفقّد المكان من حولنا، فسألته بقلقٍ: «ماذا وجدت»؟
فقال الرجل بخيبة أمل، وهو يزحف عائداً إلى فراشه: «لا شيء يستحقّ الاهتمام.. لقد ظننتُ أني سأجد شبحاً حقيقيأً، ولكني لم أجد إلا حيّة ذات الأجراس المُجلجلة»!
- في صالة القطار، في إحدى مُدن شرق الولايات المتّحدة، جلست سيّدة عجوز وفتاة صغيرة يحيكان قِطعاً من القماش.
وكانت الإبرة تمضي بمهارة وسُرعة مُدهشة بين أصابع العجوز، بينما كانت الصغيرة تعضّ لسانها من شِدّة التركيز، وتحاول عبثاً أن تحيك شيئاً.. وفي النهاية، والدموع في عينيها، ناولت النسيج إلى العجوز قائلة: أنا في حالة فوضى عارمة، فهلّا ساعدتني في إصلاح الوضع»؟
وبسرعة فائقة أعادت العجوز النسيج بعد إصلاح ما فسد، فتنهّدت الصغيرة بإعجاب، وهي تقول: «هل تعلمين يا جدّتي؟ أنا أحياناً أتمنّى لو كنتُ كفيفة البصر أيضاً»!
- عندما أُخبر أحد المزارعين في ولاية «مين» بأن الصناعي الثّري الشهير «أندرو كارنيجي» وصل إلى هذه البلاد، وفي جيبه 25 سنتاً فقط، ومات عن ثروة تبلغ 250 مليون دولار، قال المزارع: «لا بدّ أنه كانت لديه زوجة مُدبّرة»!
طرائف:
- زار صديق لعائلة الكاتب الإيرلندي الشهير «جورج برنارد شو» منزل صديقه مساء أحد الأيام.. وبينما كان «شو» يقصّ الحكايات، كانت زوجته تُشغل نفسها بحياكة قطعة من النسيج.
وعندما سأل الصديق الزوجة عمّا تخيط، قالت هامسةً: «لا شيء، فأنا أُشغل نفسي فقط، لأني في الحقيقة سبق أن استمعتُ إلى هذه القصص عشرات المرّات، ولو كانت يداي لا تفعل شيئاً لخنقت جورج»!
- صعد أحد الريفيين على متن حافلة تتكوّن من طابقين، وجلس بجوار السائق وأخذ يتحدّث ويتحدّث حتى انزعج منه السائق، فاقترح عليه بلطف أن يصعد للطابق العلوي من الحافلة، ليستمتع بالهواء الطلق.
فصعد الرجل إلى الأعلى، ولكنه سُرعان ما نزل، فسأله السائق: «ماذا حدث؟ ألم يُعجبك المكان هناك»؟
فأجاب الريفي: «بلى، فهناك مناظر مُدهشة وهواء مُنعش، ولكنه غير آمن, إذ لا يوجد هنالك سائق»!
- نُشر إعلان عن إقامة فعالية لرياضة «الروديو»، وهي مسابقات لرُعاة البقر في امتطاء ظهور الجواميس البريّة الضخمة، يقول: «ندعوكم للحضور لمشاهدة شرائح لحم «الستيك» حيّة أثناء عنفوانها»!
- قيل: «ما كان يُقصد بأن تكون كذبة بيضاء، يمكن أن تتطوّر إلى قضيّة كبيرة مُتعدّدة الألوان»!
- من مجلة «ريدرز دايجست» لشهر سبتمبر 1943، وديسمبر 1944