علي حسين (السعلي)
«الفن لغة الشعوب ومستقبل حضارتها دون فن وثقافة وأدب وفكر ماتت الأمم تاريخياً تحت تراث الشعوب»
تخثر حرف سعيد في بوابة كتابته … هنا تذكر صديقه عيد فذهب لسنابه وكتب:
- سلام عليكم.. صباح الخير
- عليكم السلام.. صباح الفل والكادي والريحان
- أقلك أنقذني يرحم أمك
- ههههه خير ماذا بك
- بلا ماذا بك بلا بطيخ ابي فزعتك
- ياهووه اشبنا هيا كلمتك شعبي
- ياخي أحبّ وحده مزاجها مثلك فقعت قلبي تتفلسف
- ههههه الله يرجك طيب والمطلوب مني؟
- ما لي دخل كل ما أرسل لك تعطيني من خراطك الشعري والكلام الحلو
- لا حول ولا قوة إلا بالله.. أنت غبي ومتخلّف بس أحبك
أول ما أرسل له عيد رد عليها وكتب اقرأي هنا وهات رأيك:
«الفن قائم بذاته، والثقافة إحدى مباهج الحياة والفكر والفلسفة تطبيق عملي لرقي الأُمّة وشعوبها»
مبتسماً سعيد ينتظر رد حبيبته غادة …. يراها وهي تراه سناباً دون أن تكتب حرفاً واحداً.. أسرّ في نفسه حديثاً: اشب أمها ذي اسم الله الرحمن الرحمن اشمعا بقعاء تيه؟!
وحين رآها تمارس الكتابة بعد طول غربة صمت بينهما، ابتسم منتظراً.. لكنها أكثر طولاً من الأوّل تركها وطلب من صديقه عيد تجهيز نصوص رومانسية له على منصة الواتساب!
تصفّح مواقعه الشخصية.. وحين عاد وجدها كتبت:
هل يستطيع الإنسان أن يخسر روحه؟ طبعاً لا وألف لا!
ثم أرسل لعيد ما كتبته له فجاءه الرد فنسخه ولصق:
أنا لا أستطيع أن أخسر فقدا حبيبتي.. فهي كل ما أملك فقلبي بنبضاته شوقاً لها يسري هي ملكة عرش فؤادي متوجة بألمااااس الغرام..
ومن هنا بدأت تعلّقها به، وهو أصبح مرسولاً بين حبيبته وصديقه يتعطر الغرام بينهما كتابة، حتى جاءت ساعة الصفر، بعد أن سمع صوتها ورأى بعض حسنها كان اللقاء، لم ينتبه سعيد بأنه بالكاد أخذ الثانوية، ويتلعثم نطقا، يلدغ في بعض الحروف، المكان مقهى، الزمان بعد المغرب، سألته بعد السلام وكيف الأحوال:
- إن القمر بيننا مضيء، فكيف تراه أنت؟
وهو منشغل بالواتساب مع صديقه عيد أجاب:
- الكفر بنشر مني وعشان كذا تأخرت عليك معليش
قالت في نفسها ربما لم يسمع، سألته مرة ثانية:
- كيف تراني قمر؟
- كتكوتة أحلى من البسكوتة
احمّر خداها.. لكنها لاحظت أنها تتحدث مع شخص مختلف عمّا كان عليه بالسناب، فتوجست منه خيفة
فنثرت له بيتاً شعرياً رقيقاً وفيه اسمه، وحين أرسل لصديقه لم يعد الإرسال ممكناً، نسي أنه لم يشحن بطاقته!
فأدركت يقيناً بأن الأمر اشتبه عليها.. أنهت اللقاء واستأذنت بسرعة، حاول لمس يديها يريد ثنيها عن الذهاب، فلطمته على وجهه ورحلت.. استحى من الجالسين وذهب سعيد لعيد معاتباً غاضباً حالفاً أن يحذف سنابه، وهي وعدت نفسها بألا تكتب لأحد سوى لنفسها، وتدرك بأن القادم أجمل - بإذن الله.
سطر وفاصلة
سألوا الوردة وهي ذابلة: ماذا تتمنين وأنت على هكذا حال؟ قالت: ألا أسقط أمام الآخرين.. وهي كذلك جاء عاشق مشتاق لحبيبته فأبصرها، لمسها بيده قبّلها وقال بعد أن مال عليها موشوشاً: بلّغي … أني أحبها.. فذهب عادت الوردة متفتحة زاهية مبتسمة قالوا لها: من الذي أنقذك؟ قالت راقصة:
عاشق بثّ شوقه لحبيبته فأحياها وأحياني