سليم السوطاني
ما يميز العقول عن بعضها، وعملاً عن عملٍ آخر، هو قيمة الأفكار التي أُنتجت من ذلك العقل وطُبقت على أرض الواقع... وما يميز العمل هو جودته وجدّة ابتكاره.
مقياس التمايز يكمن في الأفكار، التي تنبثق من عقل المرء وتتوالد، وتكون أفكارًا خلّاقة ومختلفة، تُقدَّم للآخرين الإثراء، حتى تنشطر إلى أفكار أخرى تُقدَّم من الآخرين بطرق جديدة. لذلك فإن الأفكار التي لا تستفز عقول الآخرين وتحرضهم على الذهاب بعيدًا، في إنتاج نصوص وأعمال مميزة، هي أفكار غير ملهمة، وتقليدية، وينتابها التكرار الممجوج.
الإنسان يحتاج إلى إلهام مدهش، يدفعه إلى الإبداع والعطاء والإنتاج.
المبدع دائماً يجد لذة ذهنية في التفكير مع الآخرين، وفي الاختلاف المحمود، والحوار البناء والفاعل...
لو ضربنا مثالاً، في مجال الكتابة الإبداعية وإنتاج النصوص الأدبية؛ إذا لم تكن هناك فكرة محفزة للكتابة فلن يستطيع الكاتب الكتابة بشكل جيد وينطلق! فمن المهم أن يبحث عن الفِكَر الجديدة، التي لم تُتَداوَل من قبل، أو لم تُطرَح بالشكل الذي تستحقه، وتستوفي حقها الكامل في الطرح.
إن إحداث التأثير في نفس الكاتب أولًا، والمتلقي ثانياً، يحتاج إلى صيد ثمين من الأفكار المدهشة، التي تحلق بالعمل الإبداعي إلى مكان يليق به، وتحدث التأثير في عقول المتلقين.
قراء النصوص الإبداعية مختلفون، لديهم القدرة الكاملة في القراءة الناقدة، وإصدار الحكم على مستوى جودة العمل، لذلك من يريد أن يؤثر في المتلقي فعليه أن يصنع الدهشة في نفس المتلقي، من خلال العمل الرصين، والفكرة الجديدة المختلفة التي لم تمر به في ما قرأ مسبقًا من نصوص...
الفكرة هي لب أي عمل مميز، وما يميز الإنسان هو قيمة أفكاره واختلافها، فلنعمل دائمًا على إيقاظ الذهن لإنتاج النصوص المختلفة والمميزة التي تبقى في ذهن المتلقي.