ناهد الأغا
لا بد لنا من أن نقف على أحد الفرسان من رجال الأعمال، وليس شرطاً أن يكون الفارس ممن يخوض المعارك في ساحات الحرب والوغى، فكل من شمر ساعده وقدم من مجهوده، وعصارة فكره، لأجل أن يكون هناك ما يميزه، ويحقق غايته وأهدافه ورسالته.
نتوقف عند سيرة ومآثر شخصية سعودية ذات قدر واحترام لما كان لها من حُسن الصنيع والإنجاز والإبداع والابتكار بتقديم الأفضل والمميز والجميل، فأتحدث عن عبدالمحسن الحكير، الاسم الذي ينقلك فور ذكره إلى عالم الإدارة الريادية الحديثة.
منذ أعوام ليست قليلة ولا أبالغ إن قلت لعقود من الزمن، كان لذكر اسم عبدالمحسن الحكير الوقع البالغ في الأثر في صناعة معالم السياحة، وتأطير الترفيه الخلاق، فكانت بحق مجموعة الحكير للسياحة والتنمية إحدى الجهات الريادية ذات الدور البارز في إدخال مفهوم الترفيه الآمن.
فعند الحديث عن التاريخ العملي المشرق لشخص الرجل الفاضل، والعودة إلى منتصف القرن الماضي أو ما يزيد، حينما بدأ السير في درب السياحة والترفيه في لبنان الشقيق عام 1965 بافتتاحه لمشروع المدينة الترفيهية هناك، وأخذ المسير لديه يمضي ويمضي بتقدم لا يثنيه أو يبطئه أي أمر، ولا يلتفت خلفه قيد أنملة، إلى القدوم الميمون إلى البلاد العزيزة، والأرض الكريمة المباركة المملكة العربية السعودية الأرض الشماء الطيبة، ليكون على ثراها تأسيسه بعام 1975 لمجموعة الحكير، وينطلق من منطقة الملز، حيث تم تصميم وإنشاء مدينة الألعاب في هذه المدينة، وسارت الإنجازات تتوالى الواحد تبعاً للآخر، ومضت قصة الإبداع والنجاح والتميز، تخط حروفها حرفاً حرفاً، وما زال القلم يخط بحبره على صفحات كتاب الإبداع والموهبة والابتكار، وينسج قصصاً من واقع جميل كانت معالمه تتضح بشكل جلي حين كان العام 1988 حين انتهج عبدالمحسن الحكير تأسيس المشروعات الفندقية، عندما تم افتتاح فندق الأندلسية، ووقف الجميع آنذاك أمام ما يُعد حقيقة نقلة نوعية مميزة وفريدة في حقل السياحة والترفيه على مستوى المملكة العربية السعودية، وكان في هذه اللحظة انطلاقة تعدت حدود المملكة، لتمتد نحو دول الخليج والشرق الأوسط.
أحلام أصبحت حقيقة وواقع نعيشه، ويقطف الجميع جنى ثماره اليانعة الطيبة، بعد عقود من البذل والمضي قُدماً والأمنيات بأن يكون الغد جميلاً أكثر وأكثر، تأتى ذلك في ظل الجهود السامية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء أيقونة الرفعة والتقدم والازدهار، عرَّاب رؤية الخير، وصدق وصف الحكير في في مقابلة صحفية، حين قال : «ما نشهده اليوم في سعوديتنا السعيدة من تطور في صناعة الترفيه والسياحة كانت أمنية لي قبل 50 عاماً والحمد لله أصبحت واقعاً بفضل الله ثم مليكنا سلمان وولي عهده الأمين محمد بن سلمان -حفظهما الله- ورؤية 2030».
نعم، ليس من السهل الوصول إلى القمة، وإذا قُدر لأحد وصل بهمة نحو القمم، فإن البقاء فيها، والمحافظة على هذه المنزلة الأمر الأصعب والأشد صعوبة إلى حد كبير، وهذا شأن رجل الأعمال عبدالمحسن الحكير، الذي عرف القمة منذ ريعان شبابه، ونال تكريماً يستحقه من مجالس رجال الأعمال السعودية والعربية، والسعودية الأجنبية المشتركة بأن يكون رئيساً لها، وما وسام الاستحقاق برتبة قائد من الحكومة الإيطالية في عام 2008، إلا دليل على تأكيد منزلة رفيعة يستحقها وجدير به، فالقيادة فن وحكمة ورؤية نيرة أقر بها البعيد قبل القريب، ولا يزال حتى اللحظة ماضياً في مسيرته، التي اختط دروبها، وتلمس خطواتها، ويسير بالمباركة والرعاية، التي أضفت بأزهى الألوان وأبهجها على صنيعه، وأطلقت آفاق الإبداع نحو أعالي القمم حيثما كان وحل وارتحل.