دهام بن عواد الدهام
في تاريخ الحروب والصراعات هناك أهداف عسكرية وسياسية تخطط لها الدول لتحقيقها مما يندرج تحت حقها الشرعي والقانوني ووفقاً للتشريعات الدولية بالدفاع عن نفسها أو رد أي اعتداء.. مسرحية الهجوم الإيراني على إسرائيل ناجح بامتياز من حيث السيناريو والإخراج والمسرح عالمي تبارت قنوات التلفزة العالمية بتغطيته على الهواء بشكل مباشر كتب السيناريو وتم التفاوض والتفاهم على طبيعته وتحديد مسار أدواته من الصواريخ والطائرات المُسيّرة، وتمهيد ممراتها الجوية أمامها لتعبر في شكل آمن، مسرحية مسخرة تتم بين الأعداء الأصدقاء إيران وإسرائيل، ما تم (وآمل أن لا ينطلي على العقول النيرة في الداخل الإيراني) ما هو إلاّ رشة تهدئة لخواطر الداخل وحفظ كرامتها التي أهانتها صديقتها بالهجوم على مقر دبلوماسي له حصانته الدولية.
إسرائيل وإيران في هذه المسرحية تتوحد أهدافهما في الساحتين العربية والإقليمية وإبعاد أنظار العالم عن المجازر التي تقترف في غزة وجرائم وأعمال الإبادة التي تمارسها دولة الاحتلال على شعب فلسطين في غزة.
ومن هزل هذا الصراع الكرتوني الإيراني الإسرائيلي الذي نجحت فيه إسرائيل بالتهويل من أخطاره على أمنها.
إسرائيل تضرب إيران دون سابق إنذار، وإيران تخبرنا. وتخبر إسرائيل وتخبر العالم كم طائرة وكم صاروخ ومسارها وموعد انطلاقها وساعة وصولها إلى الأراضي المحتلة بالدقائق وربما أوضحوا نوع القذائف التي تحملها وأين ستلقيها. التنسيق بين الجبهتين أظهر هذه المسرحية بشكل رائع ولكنه هزلي الهدف عظيم النتيجة الذي شاركت إيران في تحقيقه لدولة الاحتلال وفق قراءتي الخاصة لذلك بهذه النتائج بعد إسدال ستارة المسرح.
- التغطية على جرائم الحرب في غزة وإبعاد أنظار العالم عنها بعد أن توحد العالم (الحر) ضد هذه الحرب والضغط لإيقافها.
- تخفيف الضغط الدولي على دولة الاحتلال وطمس أي آثار إيجابية كان يمكن أن تسفر عنها نتائج المحكمة الدولية.
- إيجابية المسرحية لإعادة الاصطفاف في الجبهة الداخلية لدولة الاحتلال بعد اقتراب صراعها وانشقاقها واستغلالها في المحافل الدولية كدولة مستهدفة من الأعداء وطلب الاصطفاف إلى جانبها (والنتيجة واضحة).
- قارب إنقاذ لنتنياهو والذي تلطخت يداه وأعوانه بالدم الفلسطيني وارتكاب جرائم الحرب والإبادة في غزة.
- تداعي قوى دولية للوقوف مع دولة الاحتلال ودعم غطرستها بالمنطقة.. في ظل هذا الهزل المسرحي السياسي الغبي.. وفي خضم هذه التهورات لقوى إقليمية يتجسد أمان الأرض والجو في بلادي نتاج حكمة وقيادة بلادي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي العهد الأمير محمد - حفظهما الله - كما ينطلق صوت العقل من الرياض وفق بيان وزارة الخارجية الصادر بتاريخ 14 إبريل 2024م.
حفظ الله بلادي وأدام عليها أمنها وأمانها.