إيمان الدبيّان
السعادة يكمن معظمها في راحة البال، ومن أدوات جودة الحياة الراحة في بيئة الوظائف والأعمال، واليوم بفضل الله ثم بفضل عراب الرؤية وما تتضمنه من برامج وأهداف واستراتيجيات أصبح للمرأة السعودية دورٌ جديرٌ وتمكينٌ كبيرٌ في مختلف مجالات العمل، وأصبحت تتربع الكراسي القيادية بكل همة وثقة وصارت شريكاً مهنياً وعملياً مع الرجل بعدما غُيبت لسنوات وقيدت في مهن محددة لا تتجاوز أعدادها أصابع اليد الواحدة.
المرأة العاملة الأم كما هو الرجل العامل الأب يخرجان لساعات عمل طويلة وفي أماكن متفرقة عن منازلهما وبعيدة، ويتركان أبناء رضعاً وصغاراً تُبّعاً فما هو مصيرهم؟ ومع من جلوسهم؟ وما حال هاجس أمهم أو أبيهم؟ هل جميع الأسر لديهم عاملات أو مربيات؟ هل العاملة أو المربية ممن تطمئن الأم أو الأب لبقائها مع أبنائهم؟
أسئلة كثيرة، وأكثر منها يدور في ذهن الأم الموظفة عن أطفالها وهي في مكتبها، أو في اجتماع عمل لها، وربما في جولة ميدانية، أو رحلة عمل خارجية؛ لذا أرى أن تُلزم كل جهة عمل بتوفير مكان مخصص لحضانة أطفال الموظفين أو الموظفات بآلية تقرها كل جهة عمل حسب وضعها واستراتيجياتها كما هو حاصل من الإلزام بتوفير مرافق أخرى ضرورية وموجودة.
الطفل الذي قد يكون عمره 70 يوماً أو 90 يوماً كيف سيكون حال قلب أمه وهي تتركه بعيداً عنها لمدة 7 ساعات تقريباً؟ وبالتالي كيف سيكون إنتاجها؟ على العكس من الموظفة التي تضع طفلها في حضانة قريبة منها في مقر عملها بمقابل مادي رمزي فيكون فؤادها مطمئناً وفكرها مستقراً.
الأب الذي يعيش ظروفاً أسرية مفتقدة للأم لأي سبب كان، كيف سيكون حاله وأطفاله الصغار بعيداً عن متابعته؟
في بيئة العمل يحتاج بعض العاملين إلى الراحة الذهنية والنفسية والجسدية، ولا يمكن فصل جانب عن آخر، ومتى ما تحقق هذا المثلث كانت الجودة أفضل والسعادة أكمل.