د.نايف الحمد
لا حديث يعلو هذه الأيام على الحديث عن مباراتي نصف نهائي دوري الأبطال بين الهلال والعين، وكذلك البيانات المتتالية لثلاثة أندية سعودية أعلنت صراحة عن رفضها تأجيل اللقاء الدوري بين الهلال والأهلي، والذي جاء بعد تأجيل لقاء الذهاب في دوري الأبطال في العين من قبل الاتحاد القاري لمدة 24 ساعة.
أمر يدعو للدهشة والاستغراب أن تعلن أندية سعودية اعتراضها على تسهيل مهمة ممثّل الوطن في أهم بطولة قارية.. والمضحك في الأمر أن هذا الاعتراض لم يأت من النادي الأهلي - الطرف الثاني في المباراة - فحسب، بل حتى ممن لا علاقة لهم فيها كالنصر والاتحاد، معتبرين أن هذا الإجراء يمس (عدالة المنافسة) في وقت حسم فيه الهلال أمره وأصبح الفارق بينه وبين الثاني النصر في السباق نحو لقب الدوري 12 نقطة، وعلى بعد 30 نقطة من الاتحاد قبل 7 جولات من النهاية.
من المخزي حقاً وأنت تشاهد في الدول المتحضرة والمتقدمة تسهيلاً لممثليها بهدف إظهار الوجه الجميل لهذه الدول في المنافسات القارية، في وقت نتابع هجمة بائسة وغير مسبوقة على الهلال بسبب تأجيل مباراة فرض تأجيلها (قوة قاهرة) بعد أن رفضت الرابطة هذا التأجيل سابقاً!
الفرق الآسيوية جميعها التي تشارك في هذا الدور تم التأجيل لها للمشاركة في نصف النهائي؛ ولا يوجد أي فريق سيخوض مباراة محلية بين الذهاب والإياب؛ أما في أوروبا فقد تم تعديل الروزنامة لفريقي باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي وريال مدريد في الليغا الإسباني من أجل خوض نصف نهائي دوري الأبطال بكل أريحية دون أن نسمع ضجيجاً أو تباكياً من الأندية المحلية.
الجميع يعلم أن هذه البيانات للأندية الثلاث لم تكن سوى شماعة علّقت عليها إخفاقاتها؛ حيث فشلت في تحقيق طموحات جماهيرها بعد أن قُدِّم لها دعم غير مسبوق، لكنها فشلت في منافسة الهلال، حيث افتتح بطولات الموسم بتحقيق بطولة السوبر ويسير بخطى ثابتة نحو تحقيق بطولة الدوري، ولم يبق للنصر والاتحاد سوى كأس الملك مع خروج الأهلي خالي الوفاض من كل البطولات.
في الماضي كنا نسمع على استحياء بعض الأطروحات التي تناصب ممثلي الوطن العداء؛ أما اليوم فقد تبنت إدارات أندية كبرى هذا الطرح في سابقة خطيرة تحتاج لمعالجة جذرية لمثل هذا السلوك الشائن والذي يعبّر بوضوح عن عدم الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن وسمعته وصورته أمام العالم.
أتمنى أن يكون لمسيري الرياضة وقفة جادة مع مسؤولي هذه الأندية حتى لا تتفشى مثل هذه الظواهر التي باتت تشوه منظر الرياضة السعودية وتعزز من التعصب المقيت بين أبناء الوطن الواحد.
نقطة آخر السطر
خسر الهلال ذهاب نصف النهائي بسيناريو غريب لم يكن أكثر المتفائلين من جمهور العين يحلم به.. مباراة الإياب ستكون طاحنة في معقل الهلال (المملكة أرينا) ورغم صعوبتها إلّا أن نجوم الزعيم قادرون على إعادة الأمور إلى نصابها متى كانوا في يومهم وقدموا الأداء المعروف عنهم.. كما أن على الجماهير الحاضرة مهمة دعم الفريق طوال دقائق المباراة حتى يحقق الموج الأزرق حلمه.
ثقتنا لا حدود لها في مدرب الفريق السيد جيسوس ونجوم الفريق وقدرتهم على خطف بطاقة التأهل وإسعاد الملايين من عشاق كبير آسيا - بإذن الله.