أحمد المغلوث
يحق للأحساء أن تفخر وتعتز على مر التاريخ بأنها احتضنت أول مطار دولي، افتتح في مدينة الهفوف، وتم تنفيذه من خلال شركة المبرز للإنشاء، كان ذلك عام 1948م ويوم غد الأربعاء الأحساء تحتفل بافتتاح مطارها الدولي الذي تمت توسعته ليواكب التطور والتنامي في مختلف المجالات في المنطقة، خاصة أن موقع المطار في الأحساء، والتي تعتبر المدينة الاستراتيجية الكبرى لقربها من ساحل الخليج، وقربها من كل من الدول الخليجية.
وإذا كانت قيادة الوطن، وعلى مر العهود السعودية، بدءاً بالملك المؤسس -طيب الله ثراه-، وأبنائه من بعده، والأحساء لها محبة خاصة في قلوب الجميع. فهي قبل وبعد أرض الخير والنخيل والنفط، وجاء الغاز في السنوات الأخيرة ليضيف للوطن خيراً على خير. وكم الأحساء والخليج بحاجة إلى مثل هذا المطار الذي سوف يكون له دور فاعل في مجال السفر والسياحة، وتقديم كل ما يخدم المنطقة في مجال النقل والشحن، وكل ما له علاقة بالسفر، ولا شك أن التوسعة الجديدة في هذا المطار سوف يكون لها دور كبير في تسهيل السفر من الأحساء إلى داخل وخارج المملكة، وسوف تثري العملية السياحية، ليس في الأحساء فحسب وإنما في الخليج، خاصة أن الأحساء -بفضل الله- باتت منطقة سياحية، وبات يشار إليها بالبنان، بل كثير من المستكشفين والرحالة والأطباء الذي عملوا في الأحساء في الثلاثينيات والأربعينات الميلادية كتبوا وأشاروا إلى تميز الأحساء الواحة بجمالها وحسن معمارها وطيبة أهلها، ولو قرأ أحدنا ما كتبه عنها زوارها وما ذكروه في مذكراتهم وكتبهم عن مزايا وخصال وطيبة أهلها، هذه الطيبة المتوارثة أباً عن جد، كل هذا وذاك جعلها من المناطق المتميزة في الخليج، حيث كان أبناؤهم يدرسون في مدارسها ويتلقون العلم في مدارسها الخاصة في الهفوف والمبرز، سواء كانت علوماً دينية أو علوماً عامة.
وفي زمن الرؤية ونهضتها المباركة، باتت المشاريع والإنجازات العملاقة تنتشر هنا وهناك بدعم وهتمام كبيرين من قبل القيادة وأمراء المناطق والمحافظات، وها هو صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، سيرعى سموه -حفظه الله- حفل افتتاح تطوير وتوسعة مطار الأحساء الدولي غداً الأربعاء، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال محافظ الأحساء، وسط حضور لافت من كبار المدعوين، وكما أشارت شركة مطارات الدمام، يأتي هذا الحفل تجسيداً لما توليه قيادتنا الرشيدة من إتمام ودعم للمستهدفات التنموية لرؤية مملكتنا الغالية 2030م. هذا ويعتبر مطار الأحساء الدولي من المطارات المهمة في شرق المملكة والخليج، ومن المتوقع -ببركة الله- أن يكون حلقة وصل بين مطارات الخليج والعراق وبقية الدول -بمشيئة الله-. وكونه دولياً فهذا يعني المزيد -بمشيئة الله- من الرحلات إلى الدول المجاورة، خاصة والأحساء باتت وجهة سياحية واقتصادية، فبعض الدول الشقيقة المجاورة تعشق التسوق من أسواقها التاريخية كالقيصرية أو الأسواق والمجمعات الحديثة، خاصة بعد انتشار الفنادق ذات الخمس نجوم، والشقق المفروشة الراقية، والتي تساهم مع ما تمتاز به الأحساء الثرية بمختلف عوامل وعناصر الجذب السياحي، والاستمتاع بطبيعة المنطقة، بل استطاعت «الأحساء الغناء» أن تقفز إلى لائحة المزارات السياحية، حيث بات بعض مكاتب السياحة يضعها ضمن برامجهم السياحية. ولا شك أن موقعها وثروتها النفطية والزراعية، وكونها من أقدم مناطق المملكة تاريخياً، فهي معروفة قبل 7500 سنه قبل الميلاد، وكون الخليج العربي، كان تاريخياً يحمل أسم «الأحساء» كما هو مسجل في الخرائط الأمريكية الموجودة بالكونجرس الأمريكي، وما زلت أذكر ما قاله عن الأحساء الأمير رينيه أمير موناكو أيامها، وهو يشاهد لوحة الأحساء، خلال مشاركتي باللوحة عام 1407هـ، ضمن المعرض العالمي، فقال: لقد قرأت عن واحة الأحساء كثيراً، وذكرها بالإعجاب، وردد ما كتبه عنها الرحالة الدنماركي «كليبر» وغيره ممن وثّقوا زيارتهم لها.. في كتبهم التاريخية.. ولن أزيد.