سهم بن ضاوي الدعجاني
في مؤتمر التعدين الدولي في نسخته الثالثة، نجحت المملكة كعادتها في جمع خبرات وقيادات قطاع التعدين من مختلف القارات في العالم لرسم خارطة مستقبل المعادن في المملكة وملامح مستقبل تحولات الطاقة عالمياً، حيث تعمل المملكة الآن على برنامج استكشاف عالمي من خلال مشروع استثماري للوصول إلى المعادن التي لا توجد في بلادنا، وقبل ذلك احتضن مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات الاجتماع الدولي الأول لقادة هيئات المساحة الجيولوجية لبناء قدرات المنطقة للإسهام في سد فجوة المسح الجيولوجي وتمكين النمو في مجال التنقيب عن المعادن وتشكيل مساحة تعاونية للمسوحات الجيولوجية، كما سبقه الاجتماع الوزاري الدولي الثالث للوزراء المعنيين بشؤون التعدين.
ويعمل المؤتمر في نسخته الأخيرة على تنويع القاعدة الإنتاجية للمملكة ودعم قطاع التعدين، في إطار مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي خطَّت مسارات واسعة للتنمية الصناعية بمضاعفة القيمة المضافة، وزيادة نسبة المنتجات المصنعة ذات القاعدة التقنية، ورفع معدل الصادرات الوطنية وفق «رؤية 2030»، كما تُسهم المدن الصناعية في تعزيز المحتوى المحلي بعدد من الصناعات النوعية ذات العلاقة: صناعة الكابلات، والزجاج والحجر والرخام والجرانيت، والحديد والصلب وصفائح الألمنيوم، والخزفيات، والخرسانة الجاهزة ومواد البناء.
كما تساهم المملكة في الأمن الغذائي العالمي بنحو 25 في المائة من الأسمدة الفوسفاتية، التي تلبي حاجة ما يقارب مليار إنسان يومياً في العالم من الطعام.
السؤال الحلم: كيف تصبح المملكة عملاقاً للطاقة المتجددة؟ إن المملكة من خلال هذا الحراك العالمي داخل أروقة مؤتمر التعدين تسعى إلى تسريع إمدادات المعادن حول العالم بشكل مرن ومسؤول، انطلاقاً من موقعها الجغرافي المتميز وثرواتها المعدنية الوفيرة وموانئها المترابطة التي تجعلها مؤهلة للعب دور كبير في إدارة قاعدة آمنة لسلاسل الإمداد العالمية والخدمات اللوجستية، بل وتسعى أن تكون عاصمة لمعادن المستقبل، ومركزاً للطاقة المتجددة حيث يتم التركيز على المعادن الإستراتيجية والحرجة التي ستساهم في التحول للطاقة الذي يشهده العالم،و رفع موثوقية هذا القطاع عبر تطوير التقنيات، والبحث والابتكار ورفع الاستثمارات وزيادة أعداد المهندسين العاملين في مجال التعدين وختاماً دعونا نردد بكل فخر مع وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان عندما في حفل افتتاح هذا المؤتمر: «الحقوا بنا إن تمكنتم، لأننا فعلاً رواد وننجز الكثير».