عبده الأسمري
من اليوم الأول الذي تعلمنا فيه ألف باء «الكتابة» كان لزاماً علينا أن نعي حجم هذه «المسؤولية المعرفية» وأن نستوعب مقدار هذه «النعمة الربانية» فمن عمق «التعلم» إلى أفق «التعليم» علينا أن نزرع «بذور» المعرفة حتى نجني «ثمار» الثقافة وأن ندرك ونتعلم ونستوعب ونفهم حتى نصنع «الفرق» في كتاباتنا ونضع «الفارق» في عباراتنا من أجل بناء «صروح» المعاني على أركان ثابتة من «المهارة» وتوظيف طموح «الأهداف» على أسس راسية من «الجدارة»..
لماذا نكتب؟.. سؤال واجب يجب أن نضعه أمام شاشة «الفكر» اليومية وأن نغرسه في أعماق «النفس» الإنسانية حتى نصل إلى «تأصيل» هذا المعنى المعرفي وأن نتوصل إلى «تضمين» هذا المفهوم العلمي وصولاً إلى صناعة «النفع» فالكتابة «حصاد» يعكس استثمار «العلم» في خدمة «البشر» و«سداد» يوظف قيمة «الفهم» في منفعة «الإنسان».
لماذا نكتب؟ سؤال يجب أن يضعه كل «كاتب» قبل البدء في نثر حروفه على الصفحات وأن يجيب عليه كل «عاقل» حين الرد أمام الأفعال.. فالكتابة «سمو يصنع «مقامات» الفكر ورقي يعتلي «منصات» التفكير فهي عنوان عريض يحمل الكثير من التفاصيل التي تصنع «التدبير» في صياغة الأفكار لذا فإن الحاملين لهذا «اللواء» على ثغور من «المسؤولية» تتطلب اليقين والوعي والسعي بما يسكبه مداد القلم وما يوظّفه سداد الفهم وما يوصله معنى الفعل حتى نصل إلى وضع «الإجابة» الواضحة والمؤكدة لهذا السؤال الذي ينزع «ضبابية» التوجس أمام كتاباتنا التي تعكس «القيمة» وتعلي «المقام».
هنالك «عبارات» ظلت خالدة رغماً عن ثورة «التقنية» و»كلمات» بقت صامدة دهراً أمام موجة «التغير» لأنها خرجت من «عقول» تفكر خارج صندوق «الاعتياد» وبتركيز في ساحة «السداد» انطلقت من «شخصيات» استوعبت معنى «الكتابة» وفق مفهومها «الاحترافي» ومعناها «الحرفي» ووظّفت «الفكر» في خدمة «الإنسان» مما جعلها تتوغل في «الأنفس» وتتسرب إلى «الأرواح» واعتلت شاشات «التواصل» بصور «ذهنية» عريضة تجلت في مناهج من «التفكير» ومنهجيات من «التدبير».
تتجاوز «الكتابة» أسوار «العزلة» وتعتلي «مقامات» الضياء لأنها وسيلة لإخراج «المكنون» داخل الإنسان وغاية لتفسير «المضمون» في عمق النفس وهي المجال المضي للتنافس في ترجمة «الأفكار» لتأتي على طبق من «عجب» في رداء مكتوب يرتبط بكاتبه على مر «الأزمنة» الأمر الذي يحول هذا المفهوم ليكون «منهجاً» يتواءم مع حياة البشر في المشاعر والعيش والتعايش والتعامل والتكيف.
الكتابة فعل قويم يصنع «التمكن» ويضمن «التمكين» في مساحات من اليقين فمنها ترتقي «المفاهيم» وتتجلى «العناوين» وتتأصل «المضامين» وتزدان «الميادين» بالفكر الإنساني الذي يجب أن يوظّف ويسخر لخدمة الإنسان في شؤون حياته وتعاملاته وسلوكياته وصولاً إلى صناعة «الضياء» الحياتي في كل محطات «العمر» وحتى تستفيد الأجيال من إرث المعرفة المضي الذي ينير «مسارب» الجهل ويضيء «متاهات» الغمة.
لماذا نكتب؟ سؤال أضعه أمام كل من تعلم وامتهن واحترف سلوك «الكتابة» شريطة أن تكون «الإجابة» في متن «الموضوعية» بعيداً عن هامش «الذاتية» حتى نكون أمام «واقع» يفرض علينا الخروج من ساحة «الرتابة» والركض في مساحات «الاحترافية».