عبد العزيز الهدلق
أصدرت أندية الأهلي والاتحاد والنصر بيانات إعلامية كل على حدة بعد قرار إدارة المسابقات برابطة دوري المحترفين تأجيل مباراة الهلال والأهلي إلى موعد لاحق.
وتكاد البيانات الثلاثة تكون متطابقة في المضامين، وحتى الصياغة، مما يثير تساؤلات شتى حول مصدرها!.
فمن حيث المبدأ لكل نادٍ حق التعبير عن وجهة نظره، ولكن الشيء غير المقبول أن يكون النادي الرافض لقرار ما، قد سبق وأن تمتع بالشيء الذي يرفضه اليوم.! فكيف يصدر نادي الاتحاد أو الأهلي أو النصر بياناً إعلامياً يرفض فيه تأجيل مباراة للهلال مستوفية المسوغات والمبررات، فيما هو قد سبق له أن تمتع بتأجيل العديد من المباريات بمسوغات ومبررات واهية جداً!؟
هذا أمر غير مقبول.! فإما أن لا تتمتع بتأجيل مبارياتك إذا كنت لاتريد للآخرين تأجيل مبارياتهم، وإلا دع الآخرين يمارسون حقهم بالتأجيل مثلما فعلت في مناسبات سابقة.
فنادي النصر سبق وأن أجلت له مباراة أمام الطائي لمدة يوم، ولم يعلم عنها الطرف الآخر نادي الطائي إلا بعد أن أعلن عنها حساب النصر الرسمي في تويتر! سابقين في ذلك الإعلان الرسمي في حساب رابطة دوري المحترفين!! وقد استفاد النصر من ذلك التأجيل الذي قيل إنه بسبب الأمطار، في تسجيل اللاعب رونالدو واحتسبت تلك المباراة ضمن إيقافه (مباراتين) الذي صدر ضده من رابطة الدوري الإنجليزي.!
والاتحاد سبق أن تمتع بـ (85) يوماً بلا مباريات محلية تفريغاً له لمشاركاته الخارجية! كما أن تأجيل مباراة الهلال والأهلي (موضع الإشكال الحالي) يعتبر من صالح الاتحاد الذي يهمه خسارة الأهلي ليقفز للمركز الثالث في الدوري مما يؤهله للمشاركة الآسيوية، وهذا يتطلب أن يلعب الهلال أمام الأهلي بكامل قوته، لا أن يواجهه وهو تحت الضغط، أو بالبدلاء! وبالتالي فالبيان الاتحادي يضرب في عمق مصلحة النادي.! فمالذي دعا صاحب القرار الاتحادي لإصدار هذا البيان الذي يقف ضد مصلحة النادي.!؟ ولعل ذلك من أسباب ودواعي عدم رضا أنمار الحائلي عن البيان الذي أصدره ناديه، لأن مصلحة الاتحاد تتحقق بتأجيل مباراة الهلال والأهلي وليس بإقامتها في هذا التوقيت. وبالتالي فمن سمح بصدور ذلك البيان باسم نادي الاتحاد لم يكن يعي مصلحة الاتحاد.
أما الأهلي الصاعد من يلو، فقد تم تأجيل أربع مباريات له في دوري يلو لانضمام لاعبين (اثنين) من صفوفه لمنتخب تحت (23) سنة!! وكان حرياً بنادي الاتحاد أن يطالب بمساواته بالأهلي بعد ضم (4) لاعبين منه لمنتخب تحت (23) سنة هذا الموسم حيث أجبر على المشاركة بدونهم.! ويكون بيانه بهذا الخصوص، لا أن يكون ضد تأجيل مباراة للمتصدر يفصل بينهما (30) نقطة!! ويدعي أن هذا التأجيل أخل بعدالة المنافسة.!
كما أن إيراد عبارة (عدالة المنافسة) في البيانات الثلاثة هو مجرد رفع شعار لا أكثر، ومزايدة ممجوجة.! فالهلال يحلق وحيداً في الصدارة بفارق (12) عن أقرب ملاحقيه وهو النصر. وهذا الفارق يجعل تأجيل مباراة لا يعني شيئاً، ولا يمس عدالة المنافسة لا من قريب ولا من بعيد، فما بالك لمن الفارق معه (25) نقطة، أو (30) نقطة.! فمثل هذه الفوارق تحتاج إلى تأجيل دوري كامل للهلال حتى تكون عدالة المنافسة مبرراً مقبولاً.
وللأسف أن تلك الأندية قد أرادت تسجيل حضور لا أكثر أمام عملاق الكرة السعودية والآسيوية من خلال بياناتها المتهافتة والضعيفة، والتي لا تعني شيئاً.
بقي أن نشير إلى أن التسريبات بشأن عدم رضا رئيس الاتحاد أنمار الحائلي عن البيان الذي أصدره ناديه يعني أن وراء الأكمة ما وراءها.! وأن هناك (سراً) خفياً وراء صدور تلك البيانات ولغتها شبه الموحدة. وأن المستقبل القريب سيحمل مفاجآت عن هذه البيانات، رغم أن البعض لديه حالياً كامل التفاصيل.
زوايا
* في مباراة الهلال والعين الأولى اعترى كل لاعبي الهلال شرود ذهني غريب! كل الأمل أن يكون التركيز الذهني حاضراً في مباراة الليلة، ليضمن كبير آسيا التأهل. فهو فنياً أقوى وأفضل بمراحل من شقيقه العين.
* الزميل الإعلامي هتان النجار ذكر في برنامج «برا 18» أن رئيس نادي الاتحاد أنمار الحائلي غير راضٍ عن البيان الصحفي الذي أصدره النادي!! إذا كان رئيس النادي غير راضٍ، فهو إذن لم يوجه به!، فمن الذي يملك قوة في نادي الاتحاد تفوق قوة الرئيس!؟
هل اتضحت الآن الصورة بشأن بيانات الأندية الثلاثة، ومصدر تلك البيانات!؟
* ما يقوم به مجموعة غير قليلة من جماهير الهلال المتسلحة بالوعي والثقافة والمعلومة في السوشال ميديا من جهود لإبراز نجاحات ناديهم وانتصاراته والدفاع عنه أمام المغرضين من الكذابين والمضللين والمدلسين أمر يثير الإعجاب حقاً. دافعهم في ذلك حب ناديهم وعشقه والدفاع عنه. ورغم أنهم ليسوا إعلاميين ولم يمارسوا الإعلام يوماً، إلا أنهم وقفوا بشموخ أمام أسماء إعلامية شهيرة أمضت سنين طويلة في مهنة الإعلام واستطاعت تلك الأسماء الهلالية المتطوعة من الجماهير التفوق على تلك الأسماء الإعلامية المعروفة التي دأبت على مهاجمة الهلال والتقليل من منجزاته، والطعن في انتصاراته، والتدليس عليه بمعلومات مكذوبة. فوقفت لهم الأسماء الهلالية بالمرصاد وكشفت أكاذيبهم وألاعيبهم، وأفشلت مخططاتهم. تحية لتلك الأسماء الرائعة، التي تعتبر الذخيرة الحية لنادي الهلال في السوشال ميديا.
* محمد القحطاني نجم هلالي واعد يحاول جيسوس أن يمنحه فرصاً متعددة، للبروز والاعتماد عليه، ولكنه يحجب عن نفسه الفرص بسبب مبالغته في الاحتفاظ بالكرة للحماس الزائد، مما يجعل المردود منه ضعيفاً. فيتراجع المدرب عن منحه الفرصة.
* إذا كان المشجع ضعيف الثقافة متدني الوعي أحد مصادر التعصب، فهل يجوز أن يسقط (أستاذ جامعي) إلى نفس المستوى المتدني من الطرح والرؤية!؟ للأسف هذا ما يحدث. فهناك من حملة حرف (د) من طرحه ورأيه الرياضي أدنى من طرح أي مشجع متعصب.! بل هناك أستاذ جامعي (يعلم) المشجعين أصول التعصب ويحرضهم عليه.! اذهبوا لمنصة (x) تجدوه هناك.