فهد المطيويع
بصراحة لم يكن أحد يتوقع فوز العين، ولا حتى أكثّر الكارهين للهلال كانوا يتوقعون هذا السيناريو، ولكن قدر الله وما شاء فعل، طبعاً توقيت الهزيمة لم يكن مناسباً خاصة ونحن في الأمتار الأخيرة من هذه البطولة، ولكن كما تعودنا، دائماً ما يكون للمجنونة رأي آخر في الأوقات الصعبة، نعم الهزيمة كانت صدمة ولكن رب ضارة نافعة، بالرغم من سوء التوقيت الذي أتمنى أن يكون نفعه أكثر من ضرره من ناحية إعادة الروح للاعبي الهلال وإحساسهم بالمسؤولية.
بصراحة خدع الهلال بتكتيك غير متوقع ساعد على نجاحه كسل وخمول بعض اللاعبين، الذين كانوا في عالم آخر بعيداً عن المباراة، وكم هو موجع غياب النجوم في الأوقات الصعبة، طبعاً ثقتنا في الزعيم كبيرة وكبيرة جداً حتى أن أكثر المحبين مطمئنون وواثقون بقدرة الهلال بعد قدرة الله وتوفيقه من التأهل من الرياض، وإن لم يتحقق هذا التوقع فلن تكون نهاية العالم (فالكرة فوز وخسارة)، وسيظل الهلال واجهة الكرة السعودية (شاء من شاء وأبى من أبى)، فالتاريخ والأرقام لا تكذب، وآسيا تعرف من هو الهلال فمن ينافس على كل البطولات لا يمكن أن يقارن بمن يبحث عن مقعد آسيوي فقط ليسجله إنجازاً ليحفظ ماء وجه موسمه أمام جمهوره.
أما موضوع البيانات فهذا بحد ذاته يعتبر نكتة الموسم وسابقة لم نعهدها في وسطنا الرياضي وكما يقال (من أمرك قال من نهاني) بعد أن ترك الباب مفتوحاً على مصراعيه لمثل هذه المواقف المضحكة، يتحدثون عن تنافس لا وجود له إلا في ساحة تويتر، وكم منصة إعلامية يجتمع فيها (النطيحة والمتردية) ليفرحوا بهزيمة الهلال.
أي منافسة وأي عدالة مع كل هذا الفارق من النقاط والفارق في المستوى والأداء وكل شيء! هل يجب أن يفوز الهلال (عشر مرات) على كل منهم ليعترفوا بتفوق الهلال الذي (مرمطهم) طوال الموسم وأحرجهم أمام مدرجاتهم بأعلامها ونيرانها وشرارها؟!.
لن نتحدث عن سذاجة طرح أو غباء تعاطٍ مع أحداث تتطلب المنطق والحنكة الإدارية وفي نهاية الأمر لكل (أستاذ) طريقته في إدارة شؤون ناديه، ولكن إذا كان المتحدث مجنوناً فليكن المستمع عاقلاً ويفهم مغزى كل هذا الضجيج الذي لم يخدم سياستهم البائسة في الماضي ولا في الحاضر، ضجيج لا هدف له إلا تأكيد محاباة الهلال ودعمه على حساب الأندية الأخرى دون دليل أو إثبات يدين من هم خلف هذا التواطؤ، ما نراه هو تشكيك صريح للقائمين على المنظومة الرياضية، وتأليب للمدرجات ضد كل مسؤول رياضي.
على أية حال ما يهم الوطن الآن هو انتصار ممثل الوطن وتحقيق الأهم والتأهل للنهائي، وما التوفيق إلا من عند الله وعلى نياتكم ترزقون.