عقل العقل
تعرض فريق الهلال إلى هزيمة ثقيلة أمام شقيقه فريق العين الإماراتي ضمن مباريات الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال آسيا.
العين فاز بنتيجة صادمة للجماهير الهلالية بأربعة أهداف لهدفين، في مباراة لم يتوقعها أكثر المتشائمين من جمهور الزعيم، ما أعجبني من ردة فعل الجمهور الهلالي هو العقلانية والواقعية في أسباب الهزيمة وليس الإسقاط على أسباب غير حقيقية وواقعية كما هو حادث من جماهير بعض الأندية السعودية، فنجدهم منذ بداية الدوري مثلاً وفي تعثر فرقهم نجد لديهم التكرار الممل بأن أسباب الهزيمة هي من أخطاء الحكام، سواء كانوا أجانب أو محليين.
أسطوانة يرددونها لتبرير الفشل في منظومة أنديتهم بل إن البعض منهم يرى بأن هناك مؤامرة على أنديتهم التي لا تنافس لا في البطولات المحلية ولا في البطولات القارية إذاً لماذا التآمر عليهم وهم في هذه الحالة من الفشل؟ الأندية الأخرى بعضها لم يزل يعاني رغم الدعم الذي حصل عليه كما الهلال، ولكن مخرجات تلك الأندية ضعيفة وتعكس تواضع الإدارات التي تدير تلك الأندية رغم ضخ الملايين في مشروع الاستقطابات لها في الدوري السعودي، والنتيجة أن الهلال يغرد وحده بعيداً عن منافسيه الأندية الثلاثة.
وقد أتفهم الأسباب التي دفعت هذه الإدارات لإصدار بيانات ضد تأجيل مباراة الهلال والأهلي بسبب تأجيل مباراة الهلال والعين لأسباب مناخية، مما اضطرّ رابطة الدوري السعودي لتأجيل تلك المباراة خاصة أن الهلال يمثل الوطن في هذه المسابقة الآسيوية المهمة والفرق المنافسة معه في شرق القارة أولسان هونداي الكوري الجنوبي ويوكوهاما إف الياباني والعين الإماراتي، كلها أجلت مبارياتها في المسابقات المحلية للوقوف مع فرقها الوطنية في خوض مباريات هذه المسابقة الكبيرة، أما هنا فعندما أجلت مباراة واحدة للهلال خرجت علينا البيانات من الأندية الجماهيرية النصر والاتحاد والأهلي تندد بهذا التأجيل وتشكك بعدالة المنافسة المحلية، ومن يسمعهم يقول إن أنديتهم تنافس الهلال في دوري روشن، والبعض ذهب إلى أن هذا التأجيل حط من كرامة هذا النادي أو ذاك، والغريب أنه خرج علينا البعض ليقول إن هذا التأجيل المستحق يشوه المشروع الرياضي السعودي والذي أصبح مقولة يكررها البعض في نظرة ضيقة ليغطي على فشل فريقه في المسابقات المحلية والقارية. وأعتقد أن مثل هذه البيانات سوف يتذكرها التاريخ بموسم «البيانات» وربما تكون نقطة سوداء في تاريخنا الرياضي.
الجماهير الهلالية رغم كل ذلك الإحباط الذي مرت فيه من الهزيمة وحالة البيانات الساذجة من هذه الأندية إلا أنها لم تهاجم لاعبي فريقها أو مدربها أو تضع أسباب الخسارة بسبب الأخطاء التحكيمية رغم أن العين حصل على ثلاث ركلات جزاء قد تدفع الجماهير لتحميل الحكم أخطاء على الفريق الهلالي، أغلب الجماهير الهلالية لامت الفريق ككل وأنه لم يكن في يومه مع أخطاء في التشكيلة من قبل المدرب، ولكن هذا حال كرة القدم وجماليتها، ما يميز الإدارة والجمهور والإعلام الهلالي هو العقلانية في النقد والإقرار بالأخطاء الذاتية وهذا يفسر سر وتعافي وقوة نادي الهلال عن بقية الأندية السعودية.