عبد الله سليمان الطليان
اللقاءات والمناسبات العائلية والاجتماعية, فيها جانب مهم وهو صلة الرحم والتواصل لمعرفة أحوال أقارب وأصحاب وأصدقاء, يصحب تلك اللقاءات عادة شيء من المزح الذي فيه فكاهة تروح عن النفس وهذا مطلب لصحة الإنسان, وكذلك لتجديد نشاطه, ولقد كان بعض العلماء تسرح نفوسهم في مباح اللهو.. يقول أحدهم:
أروح القلب ببعض الهزل
تجاهلاً مني، بغير جهل
أمزح فيه، مزح أهل الفضل
والمزح، أحياناً، جلاء العقل
ذكرنا هنا أنه اللهو المباح فهل كل هذه اللقاءات والمناسبات هي في دائرة هذا اللهو المباح؟ الواقع الذي نعيشه مختلف كثيراً عن الزمن الماضي لقد تغيرت أحوال الناس في مستوى المعيشة والتعليم بشكل عام, مما غيّر الأطباع والأمزجة التي أثرت على نحو كبير في نفوس الناس, قد يقول البعض إن هذا تعميم, وهذا ليس كذلك حيث يوجد هناك اللهو المباح ولكنه يتم في حيز ضيق, ولكنه مقرون بثقافة الجلساء ورقيهم الفكري.
الكثير منا لابد أنه يحضر المناسبات المختلفة الكبيرة والصغيرة, الملاحظ في بعض تلك المناسبات التي نجد المزاح يغلب عليها, فيه قدح متستر وخفي يعتمد على الرمزية أو الإشارة, يُوجّه إلى شخص ما في المناسبة, له مواقف مع الشخص الذي يرسل النكات, فيها أحياناً مبالغة من أجل إضحاك المجلس, قد تجد تفاعلاً من قبل الشخص المقصود أحياناً أو أنه يصمت ويضمر مشاعره يجعلها حبيسة نفسه ويصمت, التي سوف يوجد أحياناً من يشعلها, فيقول هل كان يقصدك؟ لماذا لم ترد عليه؟ لماذا تسكت عنه, نجد أن هذا يؤثر في نفسه وعلى صحته, هذا إذا لم يتطور ويصل إلى التفكير في حب الانتقام بأي وسيلة كانت.
لقد تحول المزاح المفرط في حاضرنا في بعض المناسبات إلى تصفية حسابات أو عرض النقائص والحط من القدر, ومن هنا يأتي دور الدين وثقافته وأثره على الذي يحب المزح ويأنس به.