اللواء الركن م. د. بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود
ونحن نزهو فخراً مستحضرين ذكرى إسناد ولاية العهد لأخي الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبد العزيز الذي حقق تطلعات الشباب السعودي بوجه خاص والعربي بشكل عام خلال وقت قصير فأضحى أيقونة الأمل الباسم لمستقبل زاهر حافل بالتفاؤل ومزدحم بالتطلعات ومفعم ببسط الاستقرار وتوطين الأمن الذي يعتبر عماد التنمية وأحد أهم مقومات الاقتصاد في منطقة ساخنة مستهدفة، فقد جاز لنا اليوم استدعاء الإنجاز الفكري قبل المكاني ذلك أن الحياة في غياب الأمن على سبيل المثال تصبح بلا قيمة ونحمد المولى القدير المنعم على مجتمعنا المسلم المسالم بالترابط الوثيق المستند على وعي مذهل بالمخاطر تكسرت على أعتابه محاولات يائسة بائسة باءت بالفشل لنشر الفتن والفرقة فضرب السعوديون والسعوديات أروع ملاحم الإدراك بأهمية صيانة بلادهم ضد ما يحاك من مؤامرات ليصبحوا الجنود البواسل والنموذج المشرف لكافة شعوب الأرض في أعقاب استشعار أساليب المرتزقة ومن خلفهم الحاقدون والممولون خاصة بعد أن لاحت بالأفق مخرجات ثمار رؤية شاملة كاملة لم تستثنِ مجالاً هاماً دون طرحه ونحمد الله مرة أخرى على نضوجها قبل الأوان برعاية سمو ولي العهد وحرصه على متابعة نتائجها أولاً بأول، وقد لا يسمح الوقت ولا تسعفني المساحة لاستعراض المتحقق من تلك الرؤية الشامخة التي أشعلت فتيل الحسد وأضحت محط فخر السعوديين والسعوديات وكثير من الأنقياء المنصفين الصادقين الخالين من الأحقاد والأهداف السيئة.
لا ينكر عاقل منصف دور المملكة المتعلق بالقضية الفلسطينية على سبيل المثال والتي ظلت على رأس اهتمام القيادة السعودية وحظيت بالدعم المادي السخي والمساندة المعنوية عبر مواقف سياسية جريئة شامخة ترفع رأس كل عربي شريف حتى بلغ الأمر ربط المصالح السعودية بما يخدم فلسطين والفلسطينيين من باب إيثار لا يستوعب آثاره عشاق الشعارات وتجار القضايا ولا يقيمه عدى النبلاء الصادقين ولا زال الموقف السعودي شامخاً لم يتغير قيد أنملة ولعل التفرد السعودي بعدم مصافحة المحتل حتى هذه اللحظة دليل قاطع على ثبات الحال وصدق المقاصد ورسوخ المروءة والشهامة فيما نشهد حفلات ولقاءات واستقبالات ومصافحات وابتسامات وزيارات متبادلة تتطاير حولها المبررات الواهية على طريقة:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا
لا شيء يثني المملكة وقيادتها المخلصة عن مواصلة التنمية بهذا المستوى المشرف عبر رؤية شفافة واضحة وليس هناك ما يمكن أن يعرقل مسيرة التفاني لتحقيق مبتغى شبابنا وفتياتنا فالرؤية التي بدأت بالإصلاح والتنظيم وضعت نصب الأعين تنويع مصادر الدخل ولهذا انطلقت بشن الحرب على الفساد وحماية المال العام التي أضحت مبتغى شعوب الأرض بل إن الأصوات ارتفعت في كثير من عواصم العالم للمطالبة بقائد في مستوى الأمير الشاب محمد بن سلمان «حفظه الله» أما الدراسات فقد أبرزت أن تلك الإصلاحات أهم أسباب التقدم السعودي في المقاييس والمؤشرات الاقتصادية العالمية ومن بينها تحقيق المملكة للمرتبة الـ 17 عالمياً في مؤشرات التنافسية الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD). خلال العام المنصرف ولا زالت المملكة تواصل الزحف نحو الصفوف الأولى بين دول العشرين ملفتة للأنظار بمستوى الأداء والمتانة الاقتصادية المحمية بكفاءة عالية وقوة حامية ووعي بلا نظير لدى السعوديين والسعوديات الفخورين بما يتحقق على ثرى مملكتنا الحبيبة والمعتزين بما يتم تقديمه للمعتمر والزائر والحاج خاصة أن هؤلاء الضيوف ينعمون برعاية فاخرة منذ أن تطأ اقدامهم ثرى المملكة.