خالد بن عبدالرحمن الذييب
هناك عنصر هام يغفل عنه بعضهم في نجاح الموظفين وتدرجهم الوظيفي يراه بعضهم بنظرة سلبية، وهو «مهارات التواصل» communication skills أو ما يمكن تسميته «العلاقات» بين الموظف ومديره في العمل، وهذه العلاقات في نظري لها نوعان، إما تكون سبباً لتفوق بعضهم، أو»ما يبدو» إنه إخفاق بعضهم الآخر - وهنا أتحدث عن الممارسات الإيجابية والتي تكون بيد الموظف ذاته وبإمكانه التعامل معها.
العلاقة الأولى هي علاقة التوجهات المشتركة، وهي علاقة تُبنى على تقارب التوجهات بين الاثنين المسؤول والموظف بما يحقق أهداف المنظمة، ويتوافق أن الموظف لديه نفس هذه التوجهات، فهنا لا لوم على المسؤول إذا وثق بالموظف وأعطاه الصلاحيات والمميزات لتحقيق هذه التوجهات على أن يتوافق هذا مع عمل وإعطاء مقترحات من قبل الموظف، لا أن يكون توافقا كلامياً فقط.
العلاقة الثانية هي علاقة تنافر التوجهات مع كفاءة العمل. وهذه العلاقة يعتقد أصحابها أن لديهم سوء حظ وأحيانا يصل بهم الحال الى الاعتقاد أنهم محاربون في المنظمة، وقد يكون ذلك صحيحاً في حالة أن المدير يتعامل مع الأمور من منظور شخصي، «إن لم تتوافق مع توجهاتي فأنت ضدي»، إلا أنها في حالة المدير العاقل فالأمر لا يتجاوز سوى اختلاف توجهات. فأنت موظف مميز ولك كل التقدير والحقوق لكن اختلاف التوجهات يفرض نفسه.
في هذه الحالة عند المسؤول الأول فإن الموظف سيخسر كل شيء بسبب اختلاف توجهات لا أكثر. أما عند المسؤول الواعي فما قد يُحرم منه الموظف هو بعض المميزات الاستثنائية وربما التدرج الإداري أما حقوقه الوظيفية ومكافآت الأداء والتقدير فإنها لن تزول. في هكذا موقف على الموظف تقبُّل الأمر وعدم أخذ الموضوع بصفة شخصية.
أما على مستوى ردة الفعل فيفترض ألا يخرج عن أربع حالات، الأولى: أن يتكيف مع توجهات المسؤول طالما لا يوجد مخالفات نظامية، وهذه صفات الأشخاص العقلانيين.
ثانياً: يجاهد لإقناع المسؤول بتوجهاته دون تجاوز الآداب والأخلاقيات العامة، وهذه صفات الموظفين المقاتلين. ثالثاً: ترك المنظمة مع إبقاء الود والاحترام لمسؤوليها، وهذه صفات الموظفين الحالمين. رابعاً: ينزوي بعيداً ويقوم بعمله اليومي فقط، وهذه صفات الموظفين المسالمين.
أما المسؤول فلديه أيضاً خيارات أخرى، إما محاولة فهم توجهات هذا الموظف خاصة إذا أتت من موظف ذي خبرة، أو يمضي في طريقه قدماً متحملاً مسؤولية قراراته وتوجهاته، المهم ألا يكون ذلك سبباً في حرمان الموظف من حقوقه الأساسية والمميزات الأخرى طالما أنه يقوم بعمله وفقاً للمطلوب.
أخيراً...
الاختلاف في نطاق العمل ظاهرة صحية، يجب ألا يكون له تأثير على المناخ العام للمنظمة.
ما بعد أخيراً...
اختلاف «التوجهات» لا يفسد للود قضية.