سلطان بن محمد المالك
تابعت مؤخراً إعلان شركة «المراعي» عن استراتيجيتها الاستثمارية للخمس سنوات المقبلة من العام 2024 حتى 2028م، وهي بذلك تعزز مكانتها الرائدة كإحدى أكبر الشركات المتكاملة رأسيّاً للألبان في العالم، والأكبر في إنتاج وتوزيع الأغذية والمشروبات في منطقة الشرق الأوسط، وإيماناً منها بأهمية الدور الذي تلعبه مع الشركات الوطنية الأخرى في تحقيق مستهدفات الأمن الغذائي الوطني ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030. حجم البرنامج الاستثماري الرأسمالي الذي أعلن عنه يتجاوز الـ 18 مليار ريال وهو رقم كبير وسيتم تمويله من التدفقات النقدية التشغيلية للشركة.
تعليقي على هذه الخطوة الموفقة من قيادة الشركة أنها ليست فقط استراتيجية استثمارية بل تشمل كذلك استراتيجية تسويقية توسعية كبيرة نجحت فيها الشركة منذ بدأت في السوق والتي هيأتها لتكون الشركة الرائدة والقائدة في قطاع الألبان والأجبان والعصائر والمخبوزات وتلتها لاحقاً في أسواق منتجات أخرى، تلك الاستراتيجية التسويقية هي «استراتيجية التنويع» في المنتجات وهي إحدى أنجع الاستراتيجيات التسويقية التي عادة يستخدمها القائد بالسوق للتفوق على منافسيه، وهي التي مكنتها من الاستمرار بالدخول بمنتجات جديدة في أسواق حالية وجديدة وعملاء حاليين وجدد؛ مستغلة في ذلك قوتها ونفوذها في السوق من خلال أسطول التوزيع لديها الذي يضم 9000 مركبة وهو الأكبر في الشرق الأوسط، وتصل من خلاله منتجاتها إلى 220 ألف متجر بيع بالتجزئة في 7 دول تشمل المملكة ودول الخليج ومصر والأردن.
في تصوري ومن وجهة نظر تسويقية أن المراعي نجحت في الريادة في السوق من خلال استمرار تطويرها لاستراتيجياتها التسويقية ولقوة علامتها التجارية وسمعتها التي بنتها من خلال اهتمامها بالجودة في منتجاتها والتي وضعتها كإحدى أهم مرتكزاتها الأساسية، وهذا مكنها من التواجد في قطاعات إنتاجية مختلفة تتسم بحدة المنافسة مثل قطاعات الألبان والعصائر والدواجن والمخبوزات ومن ثم تمكنها من الدخول في قطاعات جديدة نجحت فيها مثل منتجات الأغذية المجمدة واللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والآيسكريم.
كمواطن سعودي أفخر بما وصلنا له في قطاع الإنتاج الغذائي بمختلف المنتجات كما أكون سعيداً جداً بأن يكون لدينا علامات تجارية وطنية قوية تنافس في الأسواق العالمية في كافة القطاعات والمجالات. وإلى الأمام يا وطني.