محمد الخيبري
صدقاً.. انتهت عبارات الوصف التي كانت في جعبتي لأصف ما وصل إليه الفريق الأول بنادي «الهلال» وهو الأعرق والأكبر في القارة الصفراء.
عجيب أمر هذا الهلال حتى وهو يحقق الفوز يخرج مخفقاً الرأس منكسر المعنوية بجماهير تمكّن منها الإحباط والحسرة على ضياع الفرصة تلو الأخرى.
نجوم الهلال استهلكوا طوال الموسم ركضاً بلا توقف إضافة إلى الإصابات والإيقافات وضغطاً في روزنامة الموسم وتداخلاً للمنافسات التي لايعرف الهلال التراجع عن المنافسة في أي منها حتى وإن كانت بطولة «ودية « هامشية.
مؤخراً خرج الهلال من نصف نهائي المعترك الآسيوي بعد فوزه في مباراة الإياب بهدفين لهدف بعدما خسر لقاء الذهاب بالإمارات العربية المتحدة بأربعة أهداف لهدفين.
خروج بالحقيقة لم يكن متوقعاً للمرشح الأول للبطولة ولكن هذا هو حال كرة القدم وهذا قدر الهلال أن يخرج من بطولة لينافس في الأخرى ويحقق بطولة ليجهز للتالية وهكذا تسير مسيرة الهلال عبر الزمان.
الجمهور الهلال حتماً لم يكن راضياً عن هذا الخروج ولكنه واثقٌ بأن زعيمه سيعوضه بعدما حقق أول بطولات الموسم كأس الدرعية للسوبر السعودي ومتصدر للدوري بفارق نقطي كبير عن أقرب ملاحقيه ومنافس في بطولة كأس الملك.
الهلال الفريق العجيب الذي لا يعرف الانكسار هو ممثل للقارة في بطولة كأس العالم للأندية 2025 ولديه العديد من الاستحقاقات ليستمر «كبيراً لآسيا» وزعيماً للأندية السعودية.
ما يخفف الخروج من المعترك الآسيوي هو «ردة الفعل» الجماهيرية الإيجابية وتجدد الدعم والتحفيز لنجوم الفريق في عملية تبادل خواطر نموذجي بين النجوم والجماهير.
وقد يكون ذلك هو سر تألق الهلال كمنظومة كروية وسبب رئيس لاستدامة الفريق بالمنافسة مما يجعل ذلك ينعكس إيجابياً على فرق الفئات السنية وفرق الألعاب المختلفة التي تبادل الفريق الأول لكرة القدم التميز واستمرارية تحقيق البطولات.
رقم بطولي صعب حققه الهلال بزمن قياسي لنادٍ لم يتجاوز الـ 70 عاماً من عمره كسر به الأرقام القياسية وتميز به عن غيره من أندية المنطقة والقارة.
أعتقد أن «الثقافة الهلالية» أمر لا يجيده إلا الهلاليون أنفسهم الذين لديهم القدرة على إدارة الأزمات والانكسارات والإخفاقات بل والقدرة على تحويلها لمكاسب في أغلب الاحيان.
مرحلة «النضج» التي يتمتع بها المدرج الأزرق في طريقة الدعم والمؤازرة والنقد والتعامل مع النجوم والتعاطي مع أحداث المرحلة الرياضية التي يمر بها فريقهم «ظاهرة» كروية يجب أن تدرس وتدرّس وتصدر.
وهي ظاهرة يجب أن يعتنى بها إعلامياً واجتماعياً حتى يتم التأثير إيجابياً على النشء ذي المرحلة النفسية القابلة للتمدد والطي بكل سهولة وحتى نخرج بجيل رياضي نموذجي.
قشعريرة
خسارة الهلال وخروجه من البطولة الآسيوية سيكون لها تبعات ومخرجات أتوقع أن تعود بنتائج إيجابية على ماتبقى من منافسات.
وأعتقد أن الميركاتو الصيفي القادم سيحمل الكثير من المفاجآت للفرقه الهلالية التي تنتظرها استحقاقات كبيرة في العام القادم أهمها المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية 2025.
ويتوجب على الإدارة الهلالية معالجة أخطاء هذا الموسم وإغلاق جميع المنافذ والمخارج الإدارية التي قد تضر بالفريق ومنها وأهمها الجدولة ومدى ملاءمة منافسات الفريق مع روزنامة الموسم.