سلطان مصلح مسلط الحارثي
خرج فريق الهلال من دوري أبطال آسيا بعد أن خسر بمجموع مباراتي ذهاب وإياب دور الـ4 بنتيجة 5-4 لصالح فريق العين الإماراتي، الذي نجح في «كسر» سلسلة انتصارات الهلال المتتالية، والتي وصلت لـ34 انتصاراً متتالياً، بعد أن كسبه ذهاباً في الإمارات برباعية مقابل ثنائية كانت مفاجأة لكل متابعي كرة القدم، وخسر بثنائية مقابل هدف واحد، لم تكن كافية ليصل الهلال لنهائي القارة الآسيوية.
الهلال فنياً، خسر التأهل منذ مباراة الذهاب، والتي لم يظهر فيها نهائياً، بل كانت أسوأ مباراة لعبها هذا الموسم، وإن كانت هنالك بوادر لريمونتادا هلالية كان يتوقعها البعض في مباراة الإياب، وقف ضدها في المقام الأول حكم اللقاء الكويتي أحمد العلي، الذي أعاد لنا ذكريات «ليلة نيشيمورا» مع اختلاف بسيط، فالحكم الكويتي كانت لديه ميزة «تقنية الفار»، ولكنه بالرغم من ذلك تغاضى عن ركلتي جزاء لصالح الهلال، كانت واضحة للجميع، وأقرها بعض محللي التحكيم، فكيف تغاضى عنها الحكم الكويتي؟ ولماذا؟ مع الأسف، الحكام العرب حينما يديرون مباريات الفرق العربية يتأثرون من ردات الفعل، ويتأثرون بالضغوط الإعلامية والجماهيرية! ولذلك كان من الأفضل أن يدير مباراتي الذهاب والإياب حكام من شرق القارة أو أستراليا أو أوزباكستان، ولكن لا أعلم لماذا يصر الاتحاد الآسيوي على إفساد مسابقاته بتواجد حكام لا يرتقون لمستوى المسابقة الأهم والأكبر على مستوى القارة الآسيوية!؟
أما ما يخص جيسوس، فقد «أخفق» في إدارة مباراتي ذهاب وإياب دور الـ4 من دوري أبطال آسيا، ولم يستطع الحد من خطورة نادي العين في التحولات الهجومية، التي تحدث عنها جيسوس في المؤتمر الصحفي وقال إنها «خطيرة»، فلماذا لم يتعامل معها جيسوس كما ينبغي، تحديداً في مباراة الإياب، التي بدأها الهلال بأفضل سيناريو، حيث استطاع تسجيل هدف في الدقيقتين الأولى من الشوط الأول، ولكن العين عاد بعد ذلك، وسجل هدف التعادل! وهذا بسبب امتلاكه وسط الملعب، ومن يسيطر على الوسط، من الطبيعي أن يسيطر على مجريات المباراة، ولهذا كان وسط الهلال خلال الشوط الأول شبه تائه، وهذا يتحمله جيسوس، الذي أخفق في قراءة المباراة، وهي ليست من عاداته، فجيسوس الذي نعرفه، مدرب عالمي وعملاق، ولكن هل يوجد بشر لا يخطئ؟ جيسوس إن أخطأ اليوم «وكان ثمن هذا الخطأ خروجاً آسيوياً» إلا أن الأهم عند الهلاليين، هو ما تبقى من مباريات دورية، ومباريات كأس الملك، فالهلال سيواجه ضغوطاً كبيرة خلال الأسابيع القادمة، فغداً سيواجه الفتح في الرياض، ومن ثم سيغادر إلى جدة للعب مباراة الاتحاد في كأس الملك، ومن ثم ينتقل للقصيم ليواجه التعاون دورياً، ومن ثم يعود لجدة ليلعب مع الأهلي دورياً، وهذه المباريات الثقيلة فنياً، ربما سيواجه الهلال من خلالها مشاكل فنية، مالم «يتماسك» الهلاليون، ويدعمون فريقهم في ماتبقى من مباريات هذا الموسم، خاصة أنه إلى هذه اللحظة لم يحقق لقب الدوري الذي يتصدره بفارق 12 نقطة، ولكن تبقى حظوظ فريق النصر قائمة في المنافسة على اللقب، مالم يستشعر الهلاليون بخطورة موقفهم ويتعاضدون في ماتبقى من مباريات، وترك مناقشة السلبيات حتى نهاية الموسم الكروي.
تكتلات في «جنح الظلام»
في الوقت الذي كنا نتمنى فيه وقوف جميع الرياضيين مع ممثل الوطن الوحيد في دوري أبطال آسيا، البطولة التي نسعى جميعاً في أن يحققها نادٍ سعودي، لتضاف لمنجزات هذا الوطن الذي يتقدم بسرعة البرق في جميع المجالات، والوقوف هنا لا نعني به «الدعم والحضور والتشجيع»، إنما «صمت» بعض الرياضيين نراه «وقوفاً» مع ممثل الوطن، فهنالك نوعيات صمتها أفضل بكثير من حديثها، إلا أن الأمنيات التي كانت تراودنا، ذهبت أدراج الرياح، فقد تسابقت بعض الأندية في «جنح الظلام» لإصدار «بيانات» متتالية، تتهم وتشكك في عدالة مسابقة دوري روشن السعودي، الذي يضم عمالقة وكبار لاعبي العالم، ويتوقع له أن يكون واحداً من أفضل خمسة دوريات عالمية.
بيانات الأندية «المخجلة» ظهرت بعد أن أجل الاتحاد الآسيوي مباراة العين والهلال المقامة في مدينة العين الإماراتية بسبب أحوال الطقس، لـ»تُجبر» رابطة دوري المحترفين السعودية على تأجيل لقاء الهلال والأهلي المزمع إقامته يوم الجمعة الماضي لصالح الجولة الـ28 من دوري روشن «بعد أقل من 48 ساعة من لقاء العين والهلال»، بعد أن رفضت طلبات سابقة للهلال، لتأتي ردة الفعل من قبل أندية «الأهلي والاتحاد والنصر»، رافضة لهذا التأجيل، رغم أن الاتحاد والنصر ليس لهما أي دخل في هذا التأجيل ولا يضرهما في شيء، فلماذا كل هذه «التكتلات» المضرة بسمعة كرة القدم السعودية؟ ولماذا كل هذه «التجاوزات» التي رأيناها في بيانات الأندية؟