سهوب بغدادي
ما الذي يتسبب في الخذلان وكسر الخواطر؟ الأفعال أم الأقوال أم كلاهما؟ إن أولى عتبات الانكسار هي «الهقوة» وتعرف بالظن أو العشم، فكلما زادت التوقعات تجاه شخص أو شيء ما ارتفع معيار احتمالية عدم الرضا، لا تهقى أو لا تهقين! كلمة تحمل في طياتها معاني كثيرة وعميقة، ولقد لفتتني خلال جلوسي في غرفة الانتظار وكانت هناك امرأة في غاية الانفعال تحكي خيبتها من إحدى القريبات التي غدرت بها وتسببت في دخولها إلى المستشفى، وكان لسان حالها يكرر «لماذا فعلت هكذا؟ ماتوقعت مستحيل» فردت عليها رفيقتها في المكان بكلمة «لاتهقين، لاتهقين عشان نفسك» فانتهى الحوار في غضون دقائق، إن الكلمة مؤلمة باعتبار أن أغلب خيباتنا وانكساراتنا نابعة من منطلق الثقة والتزكية والتمجيد، ففلان ملاك ولن يصدر عنه هذا الفعل، فنندفع ونأتي بكل مالدينا من فعل وقول وشعور، وخروج عن حالة الاتزان والاعتدال في كل ماسبق، فتأتي الخيبة لتعيد معادلة التوازن الطبيعية، ولا أعني ألا يثق الإنسان بالأشخاص بالمطلق، فذلك عدم توازن أيضًا، إنما الهدف هو إيجاد تلك النقطة المتوسطة المدى بين القطبين في حياتك، وفي حال تحليل الموضوع، فإن الأمر بديهي لأن الشخص لا يمكنه التكهن بردود أفعاله أو أقواله بشكل تام في جميع مواطن الحياة، فكيف بالإنسان أن يعرف ماسيبدر من الآخرين؟ فبالأحرى ألا «تهقى الهقوة» لكيلا تقع في براثن الخيبة بقوة.