خالد بن حمد المالك
لا نتحدث عن الرؤية 2030 من فراغ، ولا نقول عنها بما يخالف الواقع، فالمشهد الجميل عنها يحكي، والإنجازات تتحدث، والاحتفاء بها مُستحق، وما من عمل تم في هذه الأعوام إلا وكان من مخرجات هذه الرؤية، وما من قول سديد عنها إلا وكان ذلك مرتبطاً بملهمها الأمير محمد بن سلمان.
* *
كان إطلاق الرؤية مفاجأة، لم يُحسن الناس تقدير أهميتها، ولم يفكروا بأدوارها في التجديد والابتكار والتغيير الذي وعدت به، وكأن الناس غير مدركين لقصة نجاح قادمة تنتظرهم بفضل خطة طموحة سوف تضيء الطريق لمنجزات قادمة، وأن الوطن سوف ينمو ويتقدم اعتماداً عليها، وأن الأجيال القادمة ستكون على موعد جميل مع مخرجاتها ومستهدفاتها.
* *
ركزت الخطة على ثلاث ركائز، تمثلت أولى ركائزها في أن المملكة عمق للعالمين العربي والإسلامي، وأن لها مكانة أصيلة ضاربة جذورها في عمق التاريخ، وثاني الركائز قدراتها الاستثمارية الهائلة، منطلقة نحو آفاق اقتصادية جديدة، بتنمية الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، إضافة إلى أن المملكة تعد محوراً يربط بين ثلاث قارات، ويمر بها طرق بحرية هي ضمن الأكثر أهمية عالمياً.
* *
اهتمت الرؤية بالمواطن، في بناء مستقبل مزدهر ومبشر له، وتحسين جودة حياته، وتوفير الفرص لشباب المملكة الطموح والمبدع، فإذا بنا أمام أكبر خطة طموحة للتغيير، تحولت معها الأحلام والآمال إلى واقع مشاهد مليء بالإنجازات وتحقيق المستهدفات.
* *
وفي العام الثامن لإطلاق رؤية المملكة، جاءت برامج تحقيق الرؤية من حيث الأداء في العام 2023م متقدمة، حيث اكتملت 87 في المائة من المبادرات البالغة 1.064 أو تسير على المسار الصحيح، في حين قدرت مؤشرات الأداء الرئيسة لنفس العام بـ243 مؤشراً، تحقق منها 81 في المائة من مؤشرات الأداء للمستوى الثالث من مستهدفاتها، وتخطت 105 مؤشرات مستهدفاتها المستقبلية 2024- 2025، وكل هذا بحسب التقرير السنوي لرؤية المملكة 2030 لعام 2023م.
* *
وقد ورد في التقرير السنوي تفاصيل كثيرة، بشفافية عالية، وبما يرفع الرأس في حجم الإنجازات، ولا أريد أن أفسد عليكم الاستمتاع بقراءة هذه التفاصيل باستقطاع جزء منها، فالتقرير المنشور بكامله في عدد «الجزيرة» اليوم، يضعكم أمام حقيقة ما يجري في بلادنا من تطور مذهل يقوده الملك وولي العهد، وفق رؤية انطلقت بنا نحو آفاق جديدة، وتطورات لم نعهدها.
* *
ومَن زار المملكة قبل ثمانية أعوام، ويزورها الآن سوف يلمس حجم التغيير في: الإنجازات، والتفكير، والسلوك، والاهتمام بالمواطن، والانفتاح على العالم، وتمكين المرأة من حقوقها، وتشجيع الشباب على العمل، ما جعل القرية تتحول إلى مدينة، والمدينة إلى ما يشبه المنطقة، والمنطقة إلى ما يماثل بعض الدول.
* *
وما تحقق في ثمانية أعوام -وهو شيء كبير وعظيم- ما هو إلا بداية لمستقبل يحمل بشائر أكثر، فقد بدأ العمل، ويُستكمل لاحقاً، وبدأ التغيير، وتأتي نتائجه خلال الأعوام المتبقية من عمر الرؤية، وما بعد رؤية 2030 ستكون هناك رؤى أخرى حافلة بكل جديد مفرح، فنحن في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وبهما ومعهما سنكون على موعد مع مشاهد لافتة ومثيرة في هذه المسيرة المباركة.