د.عبدالعزيز بن سعود العمر
أنا هنا لا أقصد أن يتم إغلاق المدرسة بسبب جائحة تجتاح البلد- أي بلد، ولكن لسبب يتعلق بتدني مستوى أدائها.
في هذه المقالة أنا لا أنظر إلى المدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية فقط، بل باعتبارها في النهاية مؤسسة اقتصادية، يفترض أنها تسهم في نمو الدخل القومي، وفي تحقيق التنمية الوطنية الشاملة، فإذا لم تحقق المدرسة هذا الهدف فستبقى مجرد عبء ثقيل على الوطن. أعتقد أنك لن تجد بين التربويين في بلادنا من هو راضٍ عن أداء المدرسة لدينا، أو من يرى أنها تسهم في تحقيق التنمية الاجتماعية الاقتصادية بشكل مقنع، وإذا ما علمت أن ميزانية التعليم في بلادنا تلتهم جزءا كبيراً من الميزانية العامة، وأن المدرسة تحديدا تلتهم الجزء الأكبر من ميزانية التعليم، فإنه من حقك أن تطرح السؤال التالي: هل نستمر في الصرف على المدرسة في الوقت الذي لا تحقق فيه المدرسة أي مردود اقتصادي اجتماعي؟.
طبعاً لن نفكر في إغلاق المدرسة إلى أن يتم الانتهاء من إصلاحها، ثم نعيد فتحها (مثلما نفعل عادة مع المؤسسات التجارية). علينا أن نستمر في إصلاح المدرسة في أثناء تأديتها رسالتها. دعني أقرب لك الصورة بمثال، عندما يكون جدول رحلات الطائرة مضغوطاً بحيث لا يتوفر وقت كاف لصيانتها وهي على الأرض، فقد نفكر في عمل نوع من الصيانة البسيطة للطائرة وهي في حالة الطيران، وهذا ينطبق على المدرسة التي لا يمكن إيقاف عملها ريثما ننتهي من وضع برنامج عمل تطويري لها، ثم تعود للعمل.