محمد بن علي الشهري
خرج كبير القارة وزعيمها وسيدها رياضياً (زعيم أندية العالم) من المعترك الآسيوي لهذا الموسم.. ولخروجه عدة أسباب، أهمها وأقواها بلا جدال هو أنها لم (تُكتب) لتأتي باقي الأسباب، بدءاً من الروزنامة العجيبة!!، مروراً بأخطاء المدرب، وانتهاءً بعدم توفيق نجوم الفريق في استغلال الكم الكبير من الفرص المتلاحقة والمتاحة للتسجيل، لتصب كل هذه الأسباب في خانة (لم تُكتب).. ولا ننسَ دور التحكيم الآسيوي المشهود له بالكثير من المواقف تجاه الهلال منذ عقود.. وبناءً عليه: كان لابد له أن يخرج من المعترك حتى على يد فريق أقل منه بكثير في كل شيء.
نعم: خرج الهلال هذا الموسم من المسابقة الآسيوية.. ومع ذلك يظل زعيمها وسيدها بلا منازع.
أن يخرج (الزعيم العالمي) من أي مسابقة هو كبيرها وحامل صولجانها، وفي الوقت الذي يتوشح فيه شرف وصافة العالم، وزعامة أندية العالم كصاحب الرقم القياسي في الانتصارات المتتالية (34) .
أن يودّع بطولته القارية المحببة إلى نفسه بفارق هدف في الوقت الذي يتصدر فيه الدوري بفارق (12) نقطة عن أقرب ملاحقيه.. وفي الوقت الذي يتربع فيه على قمة هرم الألقاب والأولويات والبطولات المحلية والخارجية بكافة مسمياتها دون منازع وبفارق سنة ضوئية بينه وبين اللاهثين خلفه.. وفي الوقت الذي يعلو فيه كعبه على كافة الفرق المحلية سواء من حيث عدد مرات الفوز، أو من حيث ما له من أهداف على مدى تاريخ منافساتنا الكروية.
لذلك أجزم بأنه لا يوجد مشجع سعودي أو خليجي أو آسيوي يتمتع بأقل قدر مما يتمتع به المشجع الهلالي من الأفراح طوال العام.. بل إن نشاط الكثير من جماهير بعض الأندية قد انحصر -رياضياً- في ممارسة دعم وتشجيع الفرق الأجنبية ضد الأندية السعودية البارزة التي تمثل الوطن خارجياً إلى حد الفرح لفوز الفرق الأجنبية والحسرة لخسارتها فضلاً عن ممارسة (الطقطقة) للتغلب على حالات الملل الشديد التي تعيشها.
اللهم هل بلغت
مستقبلاً لن يدفع الهلال وحده كامل الثمن المترتب على اصطفاف أندية البيانات (الثلاثة) إلى جانب منافسه (العين الإماراتي) عبر إصدار تلك البيانات المتناغمة.. والمحتوية ضمناً على دعمه ضد الهلال من خلال التشويش على أجواء ممثل الوطن قبل لقاء الحسم، فضلاً عن رفعها لمعدل شحن وتأليب جماهيرها ضده كما لو كان هو الفريق القادم من خارج الحدود!.
أتفهم مثل غيري حالات الإحباط التي تئن تحت وطأتها تلك الأندية وجماهيرها وإعلامها وبالتالي فهي تكره أن ترى الهلال يزيد من توسيع مساحات الفوارق بينه وبينها، ولكن السؤال: هل سيتوقف تأثير المحتويات السيئة لتلك البيانات غير المشكورة بما حملته من معاني شحن جماهيرها بالكراهية عند هذا الحد؟ .. أم أنها ستمتد، وتتمدّد، وتتسع رقعتها، وعندها لن يدفع الهلال وحده الثمن.. بل الرياضة السعودية هي من سيدفع ثمن ارتفاع وتيرة هكذا ممارسات غير مسؤولة واتساع رقعة تأثير تبادلها بين الأندية وجماهيرها وتحول المسألة بالتالي من تنافسية، إلى ظواهر عدائية.
اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد.
وما أدراك ما عدالة المنافسة
من اعتباطهم لمصطلح عدالة المنافسة (عمّال على بطّال) في بياناتهم وأطروحاتهم، يتبين بوضوح أن عدالة المنافسة تعني لهم ضرورة إخراج الهلال من البطولة الآسيوية بأي شكل، فضلاً عن حرمانه من باقي حقوقه محلياً لكي لا يتكشف المزيد من عوارهم وخيباتهم.