د. غالب محمد طه
(عشناها.. وحققناها معًا قيادةً وشعباً مواطناً ومقيماً شركات وأفراداً) هذه الكلمات الملهمة القوية التي تم إرسالها كرسالة نصية عبر الهواتف النقَّالة في المملكة العربية السعودية، حثت الجميع على الاطلاع على التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 . هذه الرسالة لم تكن مجرد دعوة للقراءة والاطلاع، بل كانت دعوة للمشاركة في رحلة التحول الوطني والاحتفال والاحتفاء بما تم إنجازه من مستهدفات الرؤية 2030 .
«عشناها.. وحققناها معًا»، هذه الكلمات عكست بوضوح الروح الجماعية التي تميز السعوديين، عبارات تعبر عن عمق الالتزام المشترك بين القيادة والشعب، المواطنين والمقيمين، الشركات والأفراد، لتحقيق الأهداف الكلية للرؤية، وعلي العزم والإصرار على استكمال التحول الوطني.
المتأمل لهذه العبارات الآسرة تجتاحه رغبة عنيفة في تفكيكها وتبيان مراميها العظيمة «قيادة وشعب»، عبارة عكست العلاقة الوثيقة بين القيادة والشعب في السعودية فالقيادة تعمل بجد لتحقيق رؤية السعودية 2030، بينما الشعب يدعم هذه الجهود بالعمل والتفاني وتؤكد علي أهمية العمل معًا كفريق واحد.
«مواطن ومقيم»، تعكس الدور المهم الذي يلعبه كل فرد في المجتمع السعودي، سواء كان مواطنًا أو مقيمًا، كل فرد لديه دوره الخاص ويسهم بطريقته الخاصة في تحقيق الرؤية.
«شركات وأفراد»، عكست الدور الحيوي الذي تلعبه الشركات والأفراد في النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، بينما الأفراد يساهمون بمهاراتهم ومواهبهم وابتكاراتهم في الاستدامة.
كلمات بسيطة ولكنها عميقة حملت في طياتها بالتأكيد، الدعم النفسي الذي يلعب دورًا بارزًا في تحفيز الهمم وتحقيق الأهداف. فالدعم النفسي عامل حاسم في تحقيق التحول الوطني ويساعد في تعزيز الثقة بالنفس، والإصرار، والتحمل، والقدرة على التكيف مع التغيير، بالإضافة إلى ذلك، يساعد في تعزيز الروح الجماعية والتعاون بين أفراد المجتمع.
اللافت للنظر أن المسؤولين عن الرؤية يعتبرون أن كل مكونات المجتمع شركاء رئيسون في هذه الرحلة، ولذلك، فإنهم يحرصون على مشاركة الإنجازات والتحديات بشكل مفتوح وصريح، هذا يعزز الثقة بين القيادة والشعب، ويشجع على المشاركة النشطة في تحقيق الأهداف.
نحققها معًا، ونرى النتائج الإيجابية في كل مجال، نشهد التقدم والتحول، نشعر بالفخر والسعادة لما تم تحقيقه حتى الآن، كيف لا يفرح الجميع والتقرير يُظهر أن المملكة العربية السعودية تشهد تحولًا تاريخيًا، حيث إنَّ المستهدفات الكلية أحرزت تقدمًا ملحوظًا في منتصف مسيرتها. فقد تم استكمال 87 % من مبادراتها بنجاح، وتسير 81 % من مؤشرات الأداء الرئيسية للبرامج في الاتجاه الصحيح. وفيما يتعلق بالاقتصاد، بلغت مساهمة الأنشطة غير النفطية 50 % من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023، وهو أعلى مستوى تاريخي تم تحقيقه.
ويكفي دلالة على هذا التغيير تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على أن السعودية تشهد حراكاً تنموياً شاملاً ومستداماً، وهي تسير في المرحلة الثانية من «رؤية 2030» مستهدفة تطوير قطاعات واعدة، وجديدة، ودعم المحتوى المحلي، وتسهيل بيئة الأعمال، وتمكين المواطن، وإشراك القطاع الخاص، وزيادة فاعلية التنفيذ، وذلك بهدف تحقيق المزيد من النجاح، والتقدم، وتلبية لتطلعات وطموحات البلاد.
إن رؤية السعودية 2030 ليست مجرد خطة، بل هي رحلة تحول وطني شهدنا فيها جميعاً العديد من الإنجازات المهمة والمبهرة، من الإصلاحات الاقتصادية إلى التقدم في حقوق المرأة، من الابتكارات التكنولوجية إلى التحسينات في الرعاية الصحية، كل إنجاز يعكس التزام الجميع وفخره بتحقيق الرؤية.
وما تشديد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، على التطلع لتحقيق مزيد من الإنجازات التنموية الضخمة على مختلف الأصعدة، التي تحققت خلال العام الماضي بشكل خاص، والعقود الماضية بشكل عام إلا رغبة صادقة في المحافظة على تلك المكتسبات من أجل الجيل الحالي، والأجيال المقبلة.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الاحتفال بالإنجازات الكبيرة والصغيرة طريقة فعَّالة لتحفيز الهمم وتعزيز الروح المعنوية عندما يرى الناس النتائج الإيجابية لجهودهم، يصبحون أكثر حماسة ومشاركة في العملية.
إن كل فرد في المجتمع لديه دوره المهم في تحقيق رؤية السعودية 2030 سواء كان مواطنًا أو مقيمًا، طالبًا أو معلمًا، رجل أعمال أو رائد أعمال، كل فرد لديه القدرة على المساهمة في الرؤية من خلال العمل بجد وتفان ليسهم الجميع في بناء مستقبل أفضل.
فليتحدث الجميع إلى أنفسهم وإلى الآخرين، وليكن الجميع ملهمين لبعضهم البعض لمشاركة القصص الناجحة والتحديات التي تم تجاوزها ليذكروا بعضهم البعض أن العمل الجاد هو مفتاح الإنجاز والعمل بجد وتفان هو الطريق الذي يقود الأمم لتحقيق أحلامها.
بينما نحتفل بالإنجازات التي تم تحقيقها، نتطلع أيضًا إلى الفرص المستقبلية، فرؤية السعودية 2030 تفتح الباب أمام فرص جديدة في مجالات متعددة مثل التعليم، والتكنولوجيا، والاقتصاد، والثقافة. كل فرصة تمثّل خطوة أخرى نحو تحقيق الرؤية.
إن تحقيق جميع أهداف الرؤية ليس نجاحًا يخص المملكة العربية السعودية فقط، بل هو نجاح يعود لكل الدول العربية والإسلامية التي تراقب هذا العملاق القادم بقوة ومتابعة ريادته العالمية التي تمنح الجميع الأمل في مستقبل مشرق وتحفز الشباب في المنطقة وتشجعهم على العمل الجاد والسعي لتحقيق الريادة والتفوق في مختلف المجالات.