عبده الأسمري
سليل أخيار وأصيل اقتدار.. عصامي طموح ومكافح مثابر.. أسّس مسيرته من أعماق «السريرة» إلى آفاق «البصيرة» حتى جنى الذكر من «إضاءات» الخير» وحصد الشكر من «إمضاءات» التقدير..
اتخذ من «الإحسان» ميداناً واسعاً شيد فيه مقامات «الأثر» في أعمال تكللت بالنفع وأفعال تجللت بالشفع ضمن «شواهد» كان فيها صاحب «بصمة» وأمام «مشاهد» ظل أمامها مالك «قرار».
إنه أمير الفوج الخامس عشر بالحرس الوطني ورئيس مجلس أمناء وقف الشاكرين الشيخ ملهي بن سلامة بن سعيدان أحد أبرز وجوه ورموز الخير والعطاء والإحسان والتجارة في الوطن.
بوجهٍ هادئ الملامح تكسوه تباشير السمت والوجاهة وتعابير الجد والبشاشة وعينين واسعتين تسطعان بنظرات التروي ولمحات الحكمة وتقاسيم تشبه والده الوجيه وتتكامل مع عشيرته العريقة وكاريزما مكتظة بالأصالة والنبل تتجلى منها معاني «الفضائل» وتتجلى وسطها صفات «المكارم «وصوت مزيج ما بين لهجة قبلية في مجالس قومه ولغة فصيحة في مواطن مهامه ومسيرة عصماء وأيادٍ بيضاء وسيرة عطاء قضى بن سعيدان من عمره عقوداً وهو يؤسس أصول الخيرات ويؤصل أسس المبرات ويوزع أثير المسرات ويعلي قيمة «التبرع» ويرتقي مقام «العون» وينشر غاية «الغوث» ويكتب للأجيال مناهج من التميز التجاري ويهدي للأعمال منهجيات من الفكر الإداري.. وجيهاً وتاجراً ومحسناً ووطنياً حتى النخاع أدى مهامه في ميادين الفلاح ونال مقامه في منصات النجاح..
في الرياض عاصمة المجد وأرض النماء ولد وسط أسرة كريمة متفانية تعود أصولها إلى قبائل آل عاطف عريقة «النسب» عميقة «الحسب» والتي تنتمي إلى قبلية «قحطان».. وتربى صغيراً في كنف والد كريم سخي جواد وتعلم من أبيه سبل «المكارم» وسمو «الفضائل» وتفتحت عيناه على مواقف حميدة من الانتماء الوطني والسخاء الديني واللحمة العائلية.
انتهل من معين والده دروس التعامل ومناهج التواصل ومعالم الأصول والتي مضى يملأ بها عقله ويغمر بها قلبه وظل يرتقب المعاني القيادية في وظيفة والده كأمير فوج بالحرس الوطني ومكث يقتنص من دوائر «التفكر» ومدارات «التبصر» عطايا القيم والشيم والتي صقلت طفولته بدواعي «اليقين» وسخرت مهارته في مساعي «التمكين» فنشأ مكللاً بمهارة «الحصيف» مجللاً بجدارة «الحريص «واكتملت في ذهنه موجبات «البروز» وعزائم «الإنجاز» والتي حفظها في وجدانه ليكمل بها محطات عمره مستنداً على نفس نقية وروح فتية نالت «نصيب» الوجاهة من فضاءات «العصامية».
توفي والده وهو في مقتبل العمر وعاش بين إخوة أكارم تحت مظلة «وارفة» من التعاضد الذي زرعه والدهم في أعماقهم حتى شكلوا «أنموذجاً» من التعاون أفضى إلى «منهاجٍ» من المنجز في شؤون «الاقتصاد» ومتون «الاستثمار».
التحق بالتعليم العام وركض باكراً في دروب «التجارة» وبدأ في تشكيل مسارات «الاسم التجاري» بالتعاون مع إخوته تحت ظلال «التوكل» وبين ثنايا «التيقن» حيث زرع بذور «الإخلاص» على أرض خصبة من «التفكير» واستعان بمقومات «الأمانة» فنال مقامات «المكانة» وانطلق بثقة «ذاتية» في مسار «الاستثمارات» في مناحٍ متعددة ومتجددة.
يتكئ ابن سعيدان على رصيد مديد من خبرات حياتية قضاها في إدارة شؤون مجتمعه بالرياض وملأ صفحات «الإعانة» بمواقف عظيمة من الصلاح والإصلاح ووقفات بارزة من النماء والانتماء..
أسس مع إخوته وقف «الشاكرين» والذي يشكل أحد واجهات الإحسان على مستوى الوطن ويقوم الوقف على تأسيس وإنشاء ودعم مشاريع عملاقة على خارطة الوطن في المجال الصحي والاجتماعي والتعليمي والتنموي والخيري.
قام ابن سعيدان بإنشاء عدد من المشاريع ومنها مشروع المياه بمسجد قباء بالمدينة المنورة والمشاركة في مبادرة إنشاء منصة ساهم لصالح مركز الملك سلمان للإغاثة وعدد من المبادرات والمشاريع الخيرية الأخرى.
اهتم بمجال المسؤولية الاجتماعية ولديه عضويات في عدد من اللجان التنموية وله العديد من المبادرات ومنها إنشاء أول مستشفى وقفي بالسعودية وهو مستشفى السلام الوقفي بالمدينة المنورة وإنشاء مركز الكلى بمستشفى الملك عبد العزيز بالطائف وعيادات الطوارىء بالرين ومركز الكلى بالرين وقام بإنشاء العديد من مراكز للهلال الأحمر على طريق الرين بيشة إضافة إلى توفير مساكن للشباب حديثي الزواج بسعر رمزي وتجهيز مساكن للأسر الأشد حاجة بالتعاون مع وزارة البلديات والإسكان وبناء عدد من فروع جمعية إنسان وإنشاء مركز للأورام في جامعة الملك خالد وتأسيس مركز للتأهيل والأطراف الصناعية بمنطقة عسير بالتعاون مع وزارة الصحة وإنشاء مركز للغسيل الكلوي في مستشفى جامعة الملك خالد وأطلق ابن سعيدان مبادرة وقف إحسان لخدمة ودعم الجمعيات الخيرية.
يواصل ملهي بن سعيدان العمل التجاري مع إخوته وأبنائه ويقف على رأس هرم التوجيه وأمام خط النهايات ليحتفي بالانتصار في ساحات «الضياء» التنموي ويحتفل بالانتشار في مساحات «الإمضاء» الاقتصادي مطلقاً يده بالكرم والسخاء وباذلاً المال في العون والغوث متسلحاً بوطنية خالصة لقيادته ووطنه ومتحملاً ومتكفلاً بأحمال «النوائب» و»الوقفات» في المحيط العائلي والقبلي.
احتفت عدة مناطق في الوطن المعطاء بتبرعات سخية من ابن سعيدان تشكلت على خارطة إعانة الأيتام وعلاج المرضى ومساعدة المحتاجين وإقامة مشاريع البناء والأوقاف والمستشفيات إضافة إلى أعمال ظلت في ثنايا «الخبيئة» وفي «مسارات» السر في تفريج هم المكروبين ومساعدة المعسرين وإغاثة المكلومين.
رغم العمل الدؤوب الكبير والسيرة العطرة المضيئة بالحسنى والمستنيرة بالإنجاز يفضل ابن سعيدان الابتعاد عن «فلاشات» الثناء والبعد عن «إضاءات» المديح ليقينه أن «المقام» الحقيقي في ما قدمه للوطن من بصمات وما تركه في العمل من منجزات وتبقى «الشواهد» حاضرة في «الذكر الجميل» و»المشاهد» ناضرة في «الفكر النبيل».
ملهي بن سلامة بن سعيدان.. وجيه العطاء ووجه الإحسان والمحسن الفاضل صاحب المسيرة العاطرة بالبذل والماطرة بالفضل.