أحمد المغلوث
ما شاء الله وتبارك الله اللهم لا حسد فنحن الكبار نغبط أبناءنا الشباب من كلا الجنسين على ما ينعمون به من فرص متعددة فكل شيء متوفر لهم فالمكتبات والقرطاسيات تتوفر فيها كل ما يحتاجونه لتنفيذ أفكارهم أكان في مجال الكتابة أو الرسم أو حتى النحت, أذكر عندما كنت في بداية تجربتي في الرسم لم تكن تتوفر الألوان «التيوب» فكنت وأمثالي في المنطقة كنا نستخدم ألوان العلب وعندما زار ابن خالتي أبو مازن محمد المغلوث الأحساء في مهمة عمل حيث كان مسؤولاً في العلاقات العامة ومن ضمن مهماته وفريقه عرض أفلام توعوية وثقافية في مدارس مختارة في الأحساء وعلى هامش زيارة العمل كان يقوم بزيارة والدتي وهي خالته رحمهما الله. فشاهدني وأنا أقوم بالرسم بألوان علب الدهانات القديمة فقال لي سوف أرسل مع أحدهم ألواناً مختلفة وتدوم طويلاً وهي تباع في المكتبة الوحيدة بشارع الملك خالد بالخبر المكتبة «العالمية» وسألني من أين تشتري هذه الألوان فأجبته أشتريها من دكان «الحبص» بقيصرية الهفوف أو من مكتبة العبد القادر بقيصرية المبرز وإذا لم أجدها فكنت أذهب لدكان بوكنان ومرة سألني بوكنان لماذا تشتري الألوان فقلت له: أنا أخط وأرسم. فقال لي يا ولدي أحتاج للوحة صغيرة لدكاني وأحتاج لمكان أوسع واتفقنا هو يوفر لي خشب للوحة مع علب الألوان ويعطيني درزن ألوان بدلاً من العمل ومرت السنوات وقرأت فيما قرأت في الصحف عن قيام وزارة الزراعة في عهد وزير الزراعة أيامها الشيخ حسن مشاري استعداد الوزارة لرعاية جلالة الملك فيصل لمشروع الري والصرف وافتتاحه للمشروع كان ذلك عام 1391هـ ففكرت في رسم لوحة لجلالته رحمهما الله والتشرف بتقديمها له. ولم أتردد أن أسارع في رسم اللوحة وتوجهت على الفور إلى أكوام الصحف والمجلات والكتب التي تحتل ركناً من أركان غرفة نومي ومرسي. فعثرت على الفور على الصورة التي رأيتها مناسبة. وبدأت العمل فيها وأنجزتها خلال أسبوع. وتشرفت بتقديمها لجلالة الملك الشهيد رحمه الله في الحفل الكبير والذي أقيم في سرادق كبير بجانب خزان «صويدره» بطريق القرى وقدم الدكتور بدر كريم المذيع الشهير رحمه الله شخصي المتواضع فسرت على السجادة الحمراء حاملاً اللوحة وقبل أن أصل بمسافة قام الملك وقام كل من في السرادق من أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة والأعيان والضيوف من بعض دول الخليج وكبار المسؤولين في الشركة المنفذة للمروع فليب هولز من اللمانية وبعد الحفل احتضنني العديد من كبار الأعيان بالأحساء شاكرين عليّ مبادرتي وهناك من قبلني على ما قمت به رسم لوحة لجلالة الملك. وما زالت كلماتهم التي تضمنت الثناء والتقدير. وما زال بعضهم حياً يرزق إلى اليوم أمد الله في أعمارهم ومتعهم بالصحة والعافية. ولا يمكن أن أنسى مواقف كل من أصحاب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد العزيز والأمير نواف بن عبد العزيز الذين أخذوا بيدي ودعمي واهتموا بأن أقدم اللوحة في هذا الحفل الكبير ولا يمكن أن أنسى معالي الشيخ أحمد بن عبدالوهاب مدير عام المراسم الملكية والذي كان لطيفاً وودوداً. وما زلت أذكر كلمات الملك الشهيد وهو يرحب بي ويبدي إعجابه باللوحة لحظات لا تنسى دفعتني حتى هذه اللحظة أن أستمر في هوايتي في الرسم وحتى الكتابة بدون أن أتثاءب وهذا بفضل الله. الذي وهبني وحده الصحة والعافية وحب العمل بدون كلل أو ملل. فالعمل كما قلت في مقالة سابقة (العمل يحقق الأمل).