إيمان حمود الشمري
تحت مانشيت عريض حملته إحدى الصحف السعودية بعنوان:( أين سيقضي الرئيس بوتين ليلته في السعودية؟) وذلك خلال زيارة الرئيس الروسي للمملكة في أكتوبر 2019، والذي صرح من خلاله الصحفي الروسي ماكسيم تشيخوف، أن الرئيس لم يعتد الإقامة ليلة وضحاها أثناء رحلاته الخارجية، ولكنه قَبِل عرض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بالإقامة في إحدى الإقامات الملكية بدلاً من الإقامة في فندق، وهذا أمر نادر الحدوث!!
تعتبر العلاقات الدولية بين أي بلدين عماداً هاماً للسلام، وتشهد العلاقات السعودية الروسية تجسيداً واضحاً للدبلوماسية المجاورة من خلال تعاون البلدين في مجال الطاقة والنفط والغاز والاستثمارات المشتركة، حيث أفاد رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، بأن الصندوق يعتزم جذب استثمارات سعودية جديدة بنحو 11 مليار دولار في العامين المقبلين إلى روسيا. وأضاف: «نخطط مع شركائنا لزيادة الاستثمارمع المملكة العربية السعودية بمقدار تريليون روبل في العامين المقبلين». كما تم توقيع اتفاقيات تجارية هامة بين البلدين تعزز التبادل التجاري والاقتصاديات الوطنية، ومن جانب آخر يحرص البلدين على التصدي للإرهاب وزرع الأمن والاستقرار في المنطقة.
يرجع تاريخ الزيارات المتبادلة بين المملكة وروسيا منذ عام 1932م، عندما زار الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- موسكو في العام الذي شهد إعلان تأسيس «المملكة العربية السعودية»، عندما كان وزيرًا للخارجية في عهد والده الملك المؤسس، واستمرت الزيارات حتى يومنا هذا بين البلدين، فكانت أول زيارة للملك سلمان -حفظه الله- في أكتوبر 2017 والتي تعتبر أول زيارة لملك سعودي لموسكو! وخلال الفترة ما بين 2015 إلى 2018 قام سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بزيارات متعددة إلى روسيا التقى خلالها بالرئيس (بوتين).
ومع ذلك، تواجه العلاقات بين السعودية وروسيا تحديات عدة، ولكن كلا الطرفين يسعى لتبني استراتيجيات جديدة لتجاوز هذه التحديات وتعزيز التعاون المشترك، لأن في نهاية المطاف، تظل العلاقات السعودية الروسية ذات أهمية كبيرة لاستقرار الشرق الأوسط والعالم، ويجب على البلدين الاستفادة من الفرص الجديدة والتصدى لكل المعوقات التي تسعى لزعزهة تلك العلاقة، إذ صرح فخامة الرئيس الروسي (بوتين) خلال آخر زيارة له للمملكة في ديسمبر 2023: (أن لا شيء يمكنه أن يعيق تطور العلاقات الودية بين موسكو والرياض).