خالد بن حمد المالك
أمريكا والغرب لا تشغلهم المجازر وحرب الإبادة ضد المدنيين في قطاع غزة عن تكرار التعبير عن حرصهم على تحرير الرهائن الإسرائيليين لدى حماس، فهؤلاء الأسرى هم شغل أمريكا وحلفائها، وبأكثر من اهتمام حكومة إسرائيل بهم.
* *
وعندما يتحدثون عن الأسرى الإسرائيليين، فإنهم يتجاهلون عشرين ألف أسير فلسطيني يقبعون في سجون إسرائيل، بعضهم مضى عليه في غياهب السجون ثلاثة عقود وربما أكثر، ضمن تعامل هذه الدول بموازين راجحة لإسرائيل، وغير عادلة، ولا إنسانية، ما جعل طلاب الجامعات في أمريكا وأوروبا يخرجون عن صمتهم مُنددين بمواقف هذه الدول.
* *
كما أن الحراك الشعبي عالمياً توسّع وتصاعد، والاحتجاجات مهيأة للزيادة في ظل تمرد إسرائيل على القوانين الدولية، وارتكابها جرائم تُصنف على أنها جرائم حرب، مستفيدة من نفي واشنطن أن يكون ما يفعله الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة حرب إبادة.
* *
حتى والمقابر الجماعية تنقل التلفزة مشاهد لإخراجها، وبعضهم ربما يكون قد دفن وهو حي، فإسرائيل لا تتورع عن قتل الطفل والمرأة، وتؤذي كل من يكون فلسطينياً أو حتى عربياً، بما لا ينكره إلا مُكابر، وتأتي هذه المقابر لتؤكد ما هو مؤكد، فيما أن الموقف الأمريكي من هذه الجريمة اقتصر على سؤال إسرائيل على حقيقة ذلك.
* *
وفيما يتحدث الأمريكيون على أنهم يعملون على مدار الساعة من أجل إطلاق سراح الرهائن لدى حماس، فإنهم يتجاهلون عمداً الرهائن الفلسطينيين بإسرائيل، وأن إسرائيل دولة محتلة، وأن قبوراً جماعية أخرى غير الـ350 جثماناً التي تم اكتشافها، ربما يكون التعرف عليها لاحقاً.
* *
الفلسطينيون ليسوا في قطاع غزة فقط ممن يعانون الأمرّين، وإنما أيضاً في الضفة الغربية يعانون أيضاً من حصار إسرائيلي لا مثيل له في تاريخ الحروب والاستعمار، وليس هناك من نية لإيقاف العدو من هذه الممارسات اللاإنسانية، ومن أنه قد آن الأوان لتطبيق قرارات محكمة الجنايات، والتوقف عن استخدام الفيتو الأمريكي لمنع إدانة هذا المحتل.
* *
نعم هناك تنديد واسع النطاق في العالم، يستنكر هذه الجرائم، ويدين الدول التي تُعاضد إسرائيل في استمرار احتلالها وعدوانها، بما عرّى حكومات هذه الدول، وأدانها من شعوبها، وكشفها على حقيقتها، ولكن إلى متى يظل الوضع على ما هو عليه؟.
* *
وفي الأخير، ماذا لو تم الإفراج عن الأسرى لدى حماس، هل ستكتفي إسرائيل بهذه الأعداد الكبيرة من القتلى والمصابين من الفلسطينيين، أم أن تحرير الرهائن سوف يعطيها الفرصة والمجال في زيادة عدد القتلى والمصابين، وهدم ما تبقى من غزة، بدليل أن تل أبيب ترفض مقايضة الرهائن بوقف دائم لإطلاق النار، وبالانسحاب من غزة، وبدخول المساعدات، إذاً ما الذي تُخطط له إسرائيل بعد إطلاق الرهائن لدى حماس؟.