عقل العقل
خرجت الأندية السعودية من بطولة دوري أبطال آسيا هذا العام، وكان فريق الهلال الأقرب أن يتأهل للمباراة النهائية في مباراتيه أمام العين الإماراتي, الزعيم الهلالي أكثر الأندية السعودية تحقيقاً لها بأربعة ألقاب ويليه الاتحاد بمرتين، النصر والأهلي لم يحققا اللقب ولا مرة.
أتفهم أن تكون هناك «طقطقة» في وسائل التواصل الاجتماعي عندنا عن خروج هذا النادي أو ذاك خاصة الجماهيرية منها كالهلال أو النصر مثلاً وخاصة من الجماهير الرياضية وهي تملك هذا الحق ولا يمكننا العتب أو الزعل منها أو تحميلها أكثر مما يحتمل الموضوع، يفترض أن يأخذ ذلك يوماً أو يومين في قروبات الواتس أو على منصة التيك توك، ولكن المصيبة أن ينتقل هذا السلوك الذي أعتبره مشيناً ويعكس عقلية صاحبه السطحية بتبرير فرحهم لخروج الهلال من البطولة بحجج أقل ما يمكن وصفها بالسخيفة، كأن يصف أحدهم الإعلام الهلالي بأنه «كريه» وأن هذا الإعلام الهلالي كما يزعمون يريدونهم تابعين له وهذه كذبة وفرية كبيرة.
البعض يردد أسطوانة اللجان وتأجيل المباريات والآخرون يرددون محاباة الحكام له وهم الأكثر حصولاً على ضربات الجزاء في مبارياتهم في الدوري المحلي والأكثر طرداً للاعبي الفرق التي تقابل فريقهم ولم نقل أن هذه مؤامرة وخاصة المعششة في ثقافة نادي النصر العزيز، وللأمانة والاختصار والمنطق فهم يكرهون الهلال لسبب واحد واضح للمنصفين وهو تحقيقه وتربعه على عرش المسابقات المحلية والقارية وتحقيقه للمركز الثاني على مستوى أندية العالم، بدل أنّ يعملوا على تطوير أنديتهم ومعالجة النواقص والخلل الأزلي في هذه الأندية يحاولون التقليل من إنجازات الهلال، والتي تكشفهم أمام جماهيرهم والطريق الأسهل لهم هو فبركة وخلق ادعاءات خيالية تشكك ببطولات الهلال وللأسف تنجرف جماهير تلك الأندية وتصدقهم وفرقة الزعيم مستمرة في التطور والنزوع للعالمية على كافة الأصعدة، مثلاً أعجبني لاعب الهلال الصربي سافيتش عندما غرد ونشر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي انستغرام:»نراكم مرة أخرى في العام القادم، كونوا مستعدين لأننا سنعود أقوى في آسيا».
هذه هي ثقافة الهلال التي يتشربها لاعبوه المحليون والأجانب في منظومة عمل تؤمن بالتراكم الإداري والمعرفي بغض النظر عن الأسماء، عاد الهلال للركض في مسابقة الدوري وانتصر على الفتح وكسر قلوب من كانوا يعتقدون بأنه سوف ينهزم متأثراً بخروجه من البطولة الآسيوية ولكن ثقافة الفريق الواحد الذي يطوي صفحة هذه البطولة ويقبل على بطولات محلية مهمة من بطولة الدوري شبه المحسومة للهلال وكأس الملك التي يقارع عليها بكل قوة هذا هو الهلال الفريق المنظومة الكيان أما من يكرهه لأنه يجلده في الملاعب فهذه مشكلته هو وليس مشكلة الهلال.