عثمان بن حمد أباالخيل
من أقوال جابر بن حيان عن العقل: (إن الله هو الذي وهب الإنسان العقل والعقل علة كل شيء.. العقل نور والعلم نتيجة وهكذا كل علم نور)، التفكير نعمة ربانية وهبها الله للإنسان، والدليل على أن التفكير نعمة أننا قد أُمرنا به في حياتنا كلها، وقد ورد في القرآن قوله سبحانه: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل: 44). تفكير الإنسان مأخوذ من الفِكر والتأمل وهو الذي يؤدي إلى الوصول إلى نتيجة معينة، هناك من يصطدم بعقله وأسلوبه في التفكير وعقول الناس مختلفة وهذا شيء طبيعي، وأنواع العقول العقل المتحرر، العقل المتقلب، العقل المتعصب، العقل المتحجر، العقل الجاهل، العقل الجبان، العقل المزدوج أو المتخلف، وهناك نوعٌ آخر من العقول عقول عظيمة وهي التي تناقش الأفكار وعقول متوسطة وهي التي تناقش الأحداث وعقول صغيرةٌ وهي التي تناقش الأشخاص.
نقابل ونتعامل ونعيش ونحاور في تفاصيل حياتنا مع أناس لكل واحد منهم نظرته إلى الحياة ولما يجري حوله، فمن الناس من يكون تفكيره سليماً منطقياً إيجابياً، ومنهم من يكون تفكيره سلبياً عقيماً، هذا مرده إلى أي من أنواع التفكير تدور في مخيلته هل هو التفكير الإبداعي، التفكير المنطقي أم التفكير الناقد وما أكثر الذين ينقدون دون تقديم الحلول ومرئياتهم أنه مجرد نقد عقيم، نعم هناك شريحة من الناس عُقماء في تفكيرهم فهم يدورون حول أنفسهم وتفكيرهم عقيم يحتاج إلى علاج، علاج العقل.
نحن بحاجة إلى التفكير السليم والعقل السليم الذي ينظر إلى الوضع أو الموقف بنوعيه الإيجابي والسلبي ومن ثم الوصول إلى استنتاج. بمعنى آخر، يعني التفكير السليم النظر في الحياة والعالم بطريقة متوازنة وليس بصورة عاطفية وحكم عاطفي. (الشفقة عاطفة رقيقة يصعب أن تدوم إذا تعرضت لهجوم يومي مدمر) الدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي رحمة الله.
من اطلاعي أن الغباء وهو نقص في التكوين البيولوجي للدماغ، فالعلة هنا علة طبيعية وليس لصاحبه ذنب في ذلك. وهذا ما يسميه علم الطب بالقصور العقلي. هذه الشريحة من الناس لا نلومهم حين يقعون في دائرة عُقم التفكير اللوم على من يملك العقل المدرك لكنه عقيم التفكير ولا يمكن أن يقيم ما يحدث حوله ولا يبدي رأيه ولا يعرف ما يقول وما يسمع. مؤلم أن تواجه عقيم التفكير ذي العقل المدرك، هذا الألم مرده المشاعر الإنسانية لكن لا بد منه لكي نضع النقط على الحروف. وفي المقابل هناك حدود لتفكير عقل الإنسان، العقل له حدود لا تستطيع أن تستوعب قدرة الله المطلقة على كل شيء كذلك لا تعمل إلا في نطاق محدود وهامش محصور بحيث تعجز عن الإجابة.
المثل الإنجليزي: (الأواني الفارغة تحدث ضجة أكثر من الأواني الممتلئة وكذلك البشر لا يحدث ضجة إلا ذوو العقول الفارغة فلا تضيع وقتك بالمجادلة معهم).