عبد الله سليمان الطليان
إننا نعيش في طفرة هائلة في تنوّع الطعام وتوفره بطرق مختلفة في الزراعة والتصنيع، ولكن هل يشكل هذا الطعام الغذاء الجيد الذي يساعد في بناء جسم سليم، الحقيقية والواقع يعكسان غير ذلك، فمع تلك الطفرة ظهرت أمراض مزمنة كمرض السكر والسمنة، يعولها بعض الأطباء إلى قلة النشاط والحركة وممارسة الرياضة ولكن يبقى أن تلك الأمراض ناتجة عن أن الطعام الذي نتناوله غير صحي بسبب التدخل الكيميائي والتعديل الوراثي في تركيبه من قبل بعض الشركات الكبرى التي تطمع في غزارة في الإنتاج والبحث عن الربح السريع. في حقائق (لمنظمة الصحة العالمية) أن سوء التغذية في جميع أشكاله نقص التغذية (الهزال والتقزّم ونقص الوزن)، ونقص الفيتامينات أو المعادن، وفرط الوزن، والسمنة، والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي، حيث يعاني 1.9 مليار شخص من فرط الوزن أو السمنة، في حين يعاني 462 مليون شخص من انخفاض الوزن.
ويعاني 52 مليون طفل دون سن الخامسة من الهزال، و17 مليون طفل من الهزال الوخيم، و155 مليون طفل من التقزّم، في حين يعاني 41 مليون طفل من فرط الوزن أو السمنة.
ترتبط نسبة 45 % تقريباً من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنقص التغذية.
ويحدث معظم هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وفي الوقت ذاته، تتزايد نسبة فرط الوزن والسمنة بين الأطفال في هذه البلدان نفسها، هذه الحقائق تشمل جميع دول العالم الغني والفقير.
نأتي إلى دور المشاهير في دعم سوء التغذية، فهناك الكثير من الشركات تقوم بالاتفاق مع أحد المشاهير سواء في الفن أو الرياضة أو الأزياء لنشر إعلان متعلق بالغذاء وتدفع لهم مبالغ كبيرة، وسوف أذكر أسماء ممثلين كبار من أمثال براد بيت الذي يرتبط بشركة كبيرة للمشروبات، وكذلك جورج كلوني الذي يرتبط بشركة الإنتاج حبات القهوة، وتكمن خطورة هذه الإعلانات فيما يخص الأطفال الذين نجد فيهم توجهاً قوياً لمزيد من الاستهلاك عبر إعلانات مختلفة ومنها شخصيات كرتونية، وليس فقط عبر التلفزيون، بل إلى برامج التواصل الاجتماعي، ووفقاً لتقدير باحثين في مركز رود لسياسة الغذاء وهو مركز تابع لجامعة (ييل) الأمريكية يرى الأطفال والمراهقون معدلاً يتراوح في المتوسط بين اثني عشر إعلاناً من إعلانات الأغذية في كل يوم على التلفاز، حيث يأتي في صدارة الفئات الأربع لأفضل لهذه الإعلانات تلك التي تتعلَّق بالوجبات السريعة، والحبوب السكرية، والمشروبات السكرية، والحلوى.
في مجتمعنا المشاهير على مستوى ثقافتهم لا يهمهم سوى الحصول على المال وأنها فرصة لا تعوّض في نشر إعلان لشركة ما وخاصة الغذائية لا يدركون الأثر الصحي المدمر الذي يتسبب في نشر غذاء غير صحي الذي يتمثَّل في الوجبات السريعة والمشروبات السكرية والحلويات، والشبس، والتي مع الأسف تلاحقنا في كل مكان في الشوارع والمجمعات التجارية، أتمنى على الأقل الحد منها وتقليصها والتضييق عليها من قبل الجهات المختصة، من أجل جيل صحي خال من الأمراض التي نرى أنها تتزايد يوماً بعد يوم تستنزف المال وتعيق التطور الاقتصادي.
دمت في صحة دائمة.