منال الحصيني
زواج المسيار كما يسمى شبحٌ يطارد النساء ليس إلا لسهولته فلا مسؤوليات ولا حقوق فكل ما في الأمر «سَلْ تُعطى».
فالأمر هيّن ولا حرج فيه وفقاً لقراءة أفكار الرجال.
ولكن كوني من حزب النساء فلن أميل كل الميل ولن أنصُر الرجال.
ماذا لو نظرنا لتلك الظاهرة إن صح التعبير من منظور اجتماعي وتعمقنا قليلاً لجس الجانب النفسي لكونه المؤثر وبقوة على الجانب المشاعري وهو الأقوى.
فمنظومة الاحتياجات تلك تشعل الرغبة عند معشر الرجال إن فُقد شيء منها وربما أغلبها في خوض تجربة «مقننة» وفق ضوابط شرعية أشبه ما تكون بمعركة جُنح بها للسلم فلا فاقد ولا مفقود.
سأُنصف المتعطشين وربما المحرومين كونهم فقدوا أحد أوتاد الزوجية أيّاً كان فلكلٍّ قصته وربما رغبته واحتياجه فمنظومة الاحتياجات يشوبها عنده الكثير من الخلل.
فشريك الحياة أصبح عاجزاً عن تلبية تلك الاحتياجات لظروف صحية وربما نفسية بحتة.
ولعلني أنوّه عن عِلّة استجدت مؤخراً من منطلق رفاهية النفس لدى النساء قد سبقنا بها معشر الرجال لعلنا أكثرنا الشماتة فابتُلينا بها.
فأصبحت البيوت ملاذاً للنوم فقط وما عداها فهو ترفيه للنفس فباتت المسؤوليات الأسرية هي المال ولا غيره، فلا نقاشات ودية ولا علاقات حميمية ولا تربية جدية أعتقد أنه لا وقت لذلك كله.
في هذا الزحام المتلاطم لن ألقي اللوم على (أنسة) لمحت انطفاء شريكك أيتها (السيدة) لتُفكر ملياً في إعادة الحياة له مجدداً، ولن أقطع حبل أفكار (ثرية) تريده زوجاً وصديقاً دون أدنى جهد منه.
ولن أُفقد أرملةً أو مطلقةً (أملها) في أن يكون ظلاً لبيتها يدخل ويخرج كيفما يشاء.
فحضرة (حرم المرغوب به) تغُط في سبات رفاهية النفس.
ولكني سأمقت صنف الرجال ممن لا حاجة له بذلك غير كونه سيخوض تجربة جديدة في ظل ظروف غامضة لا يريد إعلانها فما يملكه من زوجة وأبناء وربما وجاهة تمنعه من أن ينسفها جانباً، لا أعلم حقيقةً هل الخوف دافعٌ لذلك أم أن العرض أكثر من الطلب أم أن ما كان بالمجان فربحه بيّن.
أعلم أن الأمر واسع ولا حرج فيه وفقاً للشرع والقوانين، ولكن أين الجرأة فقد أُحل لكم ما طاب من النساء مثنى وثلاث ورباع، فلما الدخول في دهاليز مظلمة، فكون هذا النوع من الزواج أُبيح لظروف محددة أُريد بها خيرٌ جعلتموه شراً محضاً.