عثمان أبوبكر مالي
أمران أو عاملان مهمان جداً، يمكن الارتكاز عليهما (رياضياً) في إعطاء حكم أو تقييم عمل أو برنامج (مشروع رياضي) عند تطبيقه أو البدء فيه رياضياً، هما:
أولاً النجاح (الإنجاز) الذي تم.
وثانياً القبول (الرضا) من الجماهير الرياضية بما تحقق، والجماهير غالباً هي المعيار الذي يُقاس به، لأنهم الهدف (الأسمى) والأعلى من أي مشروع رياضي.
إذا أسقطنا عامل الحكم والتقييم على (برنامج الاستقطاب) الذي تم هذا الموسم في المشروع الرياضي السعودي الجديد، من قبل رابطة دوري المحترفين، ما هي النتيجة التي يمكن الخروج بها، سواء مقياس الإنجاز أو معيار الجماهير؟!
الأرقام هي خير من يجيب ومن يمكن أن يتحدث.
وهنا أذهب إلى استفتاء (عابر) أجراه أحد أكثر البرامج الرياضية في قنواتنا الموقرة؛ انتشاراً ومشاهدة بطرح سؤال للجماهير عن (مدى رضاها عن استقطابات البرنامج (التعاقدات) مع اللاعبين النجوم هذا الموسم)، وكانت النتيجة التي خرج بها (اكشن مع وليد) أن (37 %) من الجماهير التي شاركت في الاستفتاء كانوا (راضين تماماً) عن التعاقدات التي تمت.
فيما كان 25 % (غير راضين) عنها، ورأى 30 % أنها كانت فقط (جيدة) فيما اعتبر 8 % من المشاركين أنها كانت ضعيفة، والمحصلة أن ما مجموعه 63 % من الجماهير الرياضية (حسب الاستفتاء) غير راضين عن الاستقطابات التي تمت.
وفي السؤال عن أفضل فريق في التعاقدات، ذهبت نسبة الرضا إلى نادي الهلال، وكانت النسبة الأكبر والأعلى.
حيث رأى ذلك 83 % من المشاركين، فيما جاء النصر ثانياً بنسبة 11 %، وقال 3 % فقط من المشاركين إن الاتحاد هو الأفضل، وأعطى أيضاً 3 % الأفضلية للنادي الأهلي، والأرقام لا تحتاج إلى تفسير فهي تعلّل بقوة وتشرح الحال، وتجيب بالمقياس أو المعيار الثاني على السؤال:
(هل نجح برنامج الاستقطاب في عامه الأول)؟
أما إذا ذهبنا إلى المقياس والمعيار الأول وهو النجاح (الإنجاز) الذي تحقق من خلال الاستقطاب، فسنجده فشل فشلاً ذريعاً فيما كان مطلوباً منه على الصعيد الخارجي وهو (الإضافة الكبيرة) التي تساهم في الظهور والنجاح في (البطولات الخارجية)، وهو لم يحدث ولم يضف شيئاً لمستوى ونتائج الفرق السعودية (الممثّل خارجياً) ولم تسجل حضوراً يذكر لا آسيوياً؛ حيث لم يصل فريق منها لنهائي أبطال آسيا (على الأقل) كما كان منتظراً، وقد كان وصيف بطل الموسم الماضي سعودياً، ولا على صعيد بطولة (كأس العالم للأندية) وخرج فيها فريق الاتحاد من الدور ربع النهائي، على يد الأهلي المصري (رغم أن البطولة أقيمت لأول مرة في المملكة، وفي معقل الاتحاد المستضيف)، فيما كان الهلال في النسخة السابقة (وصيف بطل العالم) قبل الاستقطاب وبرنامجه (!).
وهنا أترك للمسؤول والقارئ الكريم الإجابة عن السؤال الذي عنونت به المقال.
كلام مشفَّر
- هناك استشهادات أخرى يمكن إضافتها في نقاط القياس والمعيار، وأهمها الحضور الجماهيري، الذي كان يفترض أن يرتفع عدده في المدرجات عن الموسم الماضي، خاصة مع عودة جماهير الأهلي (الطاغية) وما حدث هو العكس تقلّص المجموع إلى قرابة النصف، وقد تحدثت في هذا الموضوع بالتفصيل في مقالي المنشور في هذه الزاوية تحت عنوان «المدرج الذهبي (يضرب) جمهور الدوري» يوم 17 أبريل لمن أراد العودة إليه.
- استشهاد آخر يمكن الإشارة إليه وهو عدد اللاعبين النجوم (الدوليين) المضافين ويصل عددهم إلى قرابة عشرين لاعباً، ويفترض أن يساهموا في الإقبال وزيادة الحضور الجماهيري في معظم إن لم يكن جميع مباريات فرق الاستقطاب، وحصل العكس في بعضها (مثل الاتحاد) تقلّصوا بمقدار النصف.
- الحديث أو السؤال عن فشل (برنامج الاستقطاب) لا علاقة له ولا يمس البعد الرياضي والوطني الكبير للمشروع الرياضي، فالمشروع قائم ونجاحه (مضمون) بفضل ما يجده من رعاية واهتمام، وما حدث قد يكون قصوراً في البرنامج ومحسوباً عليه وليس على المشروع.
- حتى البرنامج إذا اعتبرناه لم يحقق المطلوب فذلك قد يكون لخطأ في التنفيذ وهو في عامه الأول، وقد يكون الخطأ في جهة أخرى غير لجنة الاستقطاب، وتحديداً أعني إدارات الأندية المعنية (إدارات شركة الأندية) وفكر ورؤية وخبرة مسيريها، سواء إدارة ربحية أو غير ربحية.