سارا القرني
قبل يومين.. تحديداً في 30 إبريل، انتهت مهلة استخراج الرخصة المهنية الإعلامية الإلزامية لممارسة أي نشاط مهني إعلامي، وهو تنظيم قابله الكثيرون بترحيب شديد، وإشادة كبيرة ووصفوه بالخطوة الموفقة.
لقد امتلأت الساحة قبل هذا القرار بالمحسوبين على مهنة الإعلام والصحافة، وادعاء ضلوعهم في هذا المجال وكأنهم مخضرمون فيه منذ مدة طويلة، ورافق ادعاءهم هذا.. الكثير من السقطات والإساءة بطريقة مباشرة إما لبلدنا الطاهر، أو لمهنة الصحفيين الشريفة، فالانسياق وراء الشائعات والترويج لها.. والانحياز بشكل أو بآخر مع أشخاص ضد آخرين أمرٌ منافٍ لنزاهة الصحفي والإعلامي على حدّ سواء.
الصحفيّ النزيه.. هو من يتحرى الحقيقة ثم يكتب عنها سواءً أعجبته أم لا، والإعلامي النزيه.. هو الذي يتقمص رأي الطرف الآخر من القضية التي يناقشها إعلامياً، ليس تبنياً لرأيه ونصرة له، ولكن لشرح فكرته والاستماع للرد حتى يكون المتابع والمشاهد على بيّنةٍ من القضية ويخرجون برأي لا يكونوا متحاملين فيه على أحد!
في السابق أيضاً.. امتلأت فضاءات التواصل الاجتماعي بمسمى (إعلامي) أو (إعلامية) قبل اسم الشخص أو بعده، وهو ما يضفي جواً من الهيبة الزائفة للمدّعين، ويعطيهم الكثير من المصداقية على حساب الآخرين، ويتيح لهم فرض آراء دون أن يناقشهم أحد، أو حتى يعترض عليهم.
في السناب شات.. رأينا الكثير من مقاطع النساء اللاتي خرجن فيها عن تعاليم الدين الحنيف، إما بمنظرهن المخجل، أو بتصرفاتهن التي لا تجد لها هدفاً، أو حتى بإيحاءاتهن وتصنّع الميوعة بطريقة مقززة، والأدهى.. أنها وضعت قبل اسمها مسمى (إعلامية) رغم أنّ ما تنشره من مقاطع لإبراز المفاتن.. لا شأن له بالإعلام أو بأيّ مادة إعلامية هادفة!
بعد رخصة موثوق.. جاء التسجيل المهني الإعلامي، وهو تنظيم سنجد له معارضين بلا أدنى شك، حيث أظنّ أنه يقع أو سيقع تحت هذا التنظيم عقوبات لكل مخالف إما بغرامات مالية أو إلغاء تسجيله المهني، وبذلك يُمنع من ممارسة أي عمل إعلامي وستكون عقوبته أشد لو مارسها دون ترخيص!
هيئة تنظيم الإعلام أطلقت مطلع ديسمبر الماضي المرحلة الثانية من التسجيل المهني الإلزامي لجميع الإعلاميين الذي يشمل أكثر من 50 مهنةً بهذا المجال، وهذا التسجيل يهدف إلى حفظ حقوق مهنة الإعلام، وتوثيق بيانات الممارسين له، واستفادة العاملين فيه من مزايا عديدة، مثل أولوية حضور الفعاليات والورش والندوات المتخصصة والوصول لمصادر المعلومات، ويستهدف إطلاع ممارسي المهنة على أحدث اللوائح والتشريعات الخاصة بها، إذ أنه وحسب بيانات الهيئة قد بلغ عدد الصحفيين منذ تدشين مشروع تنظيم الإعلام 2020 حتى نهاية 2023 تقريباً قد بلغ عدد الإعلاميين 5500 إعلامي!
هذا الرقم الكبير.. بالطبع قد يقفر إلى الضعف بعد إلزامية التسجيل المهني، وهو ما يتطلب جهوداً حثيثة لتنظيمهم والعمل على تطويرهم وإتاحة الأولوية لهم وإبعاد المسيئين لهذه المهنة الجميلة، وبالتأكيد.. سنكون مع هذه التنظيمات قلباً وقالباً للرقيّ بإعلامنا السعودي وتقديمه إلى العالم أجمع بصورة مشرفة.