سلطان مصلح مسلط الحارثي
كم من المرات حذرنا وأنذرنا من ترك الحبل على الغارب، لإعلام لا يدرك ولا يعي حجم تأثير كلمته على المتلقي، فهو انتسب للإعلام ظلماً وبهتاناً، ودخل من الباب الخلفي للإعلام، لينفذ أجندات خاصة، يضلِّل من خلالها الوسط الرياضي بمعلومات غير صحيحة، تجعل المشجع الطبيعي يقع تحت الضغط، ومع كل خسارة لفريقه، يعيدها لـ»المؤامرة»، مما رسّخ لدى بعض المشجعين، أن أنديتهم تعاني من «الظلم».
ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، كنت أظن أن «الوعي» سيرتفع، وتتعرى مقولات سعوا لترسيخها، ولكن مع الأسف الشديد، زاد الوضع سوءاً، فاليوم أصبحنا نسمع ونرى «لاعبين سابقين وشخصيات عامة»، تقدح وتشكك في منظومة العمل الرياضي السعودي، حتى وصلنا للطعن في «نزاهة» كرة القدم السعودية، وهذا ما لا يمكن قبوله؛ فالرياضة السعودية أنزه من أن يتحدث عنها لاعب لا يعي ما يقول، جرفته العاطفة لقول ما لا يمكن قوله، إلا بإثبات ودليل قاطع، يُقدم للجهات المعنية، لا أن يُصرح به في مواقع التواصل الاجتماعي، لكسب الشهرة والأضواء، بعيداً عن مصلحة الرياضة السعودية، التي بدأت تأخذ مكانها الطبيعي بين دول العالم، فلماذا نسعى في «تشويه» صورة رياضتنا الجميلة، التي صُرف عليها مئات الملايين لتصل للقمة؟ اسأل وأنا أدرك الإجابة، فالتعصب قد أعمى المتعصبين عن الاعتراف بأفضلية أفضل فريق سعودي وعربي وآسيوي، ولذلك ذهبوا للتشكيك في استحقاقاته وبطولاته وإنجازاته، دون إدراك منهم لخطورة ما ذهبوا إليه، ولذلك يجب الضرب بيد من حديد على كل من يسعى في تشويه رياضتنا سواء كان متعمداً أو جاهلاً، فالرياضة السعودية التي تتولى القيادة الرشيدة الاهتمام بها، يجب أن تحمى من ألسنة العابثين.
سعد لا يسعد منتخبنا!
لم يصبر مسؤول رياضي في السعودية سواء في الأندية أو المنتخبات على مدرب «سعودي أو أجنبي»، مثلما صبر اتحاد كرة القدم السعودي على المدرب الوطني سعد الشهري، الذي نال فرصته كاملة، ولم يستطع أن يحقق تطلعاتنا، خاصة وأنه دُعم بشكل كبير وغير مسبوق، وتم توفير سُبل النجاح له، ليقدم نفسه، ويحقق آمال الوطن مع المنتخبات السنية، ولكن «قدرات» الشهري مع كامل احترامنا لشخصه، لا يمكن أن تمضي به للأمام، فهذه إمكانياته، وهذه قدراته، ويجب أن يدرك اتحاد الكرة أن «العناد والمكابرة» بالإصرار على استمرار سعد الشهري ستضيع علينا إنجازات كثيرة، مثلما ضاع علينا اليوم حلم الأولمبياد، وتحقيق كأس آسيا تحت 2023 .
منتخبنا الأولمبي، ومنتخباتنا السنية، تحتاج لطواقم تدريبية أجنبية، تستطيع أن تواكب المرحلة الحالية، والنظرة المستقبلية للكرة السعودية، ووجود الشهري لا يساعد في تقدمنا، ولذلك يفترض على اتحاد الكرة، أن يترك أمر الفريق الأولمبي للسيد مانشيني مدرب منتخبنا الأول، ليختار له طاقم يتناغم معه، فاللاعبون الذين يتواجدون اليوم في المنتخب الأولمبي، هم نواة المستقبل، وهم أدواتنا في كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، ويجب أن يكون الطاقم التدريبي المشرف عليهم، يملك إمكانيات تدريبية عالية، فهل يستمر اتحاد الكرة على «مجاملة» الشهري دون مراعاة لمصلحة الرياضة السعودية، أم يتخذ قراره بإبعاد الشهري والتعاقد مع مدرب يستحق أن يقود منتخبنا الأولمبي؟
متى يفوز الاتحاد على الهلال؟
للمرة السابعة في موسم واحد ينتصر فريق الهلال على الاتحاد، ويؤكد الزعيم العالمي تفوقه المطلق على العميد الاتحادي، الذي ظل منافساً للهلال عدة سنوات، إلا أن انتصارات الهلال المتتالية، وتفرده «مستوى وإنجازات»، يجعل من الصعب مقارنة زعيم الأندية بأي نادٍ سعودي وليس الاتحاد فقط، ولكن الاتحاد تحديداً، كان ذا حظ سيئ جداً، ففي هذا الموسم الذي «تسلطن» فيه الزعيم، وانتصر على جميع الأندية السعودية والآسيوية، ولم يخسر في هذا الموسم الطويل سوى في مباراة واحدة، وهي مباراة ذهاب العين آسيوياً، هذا الموسم قابل فيه الهلال الاتحاد في كافة البطولات «محلية وعربية وآسيوية»، واستطاع الانتصار عليه، وإخراجه منها جميعاً، بدءاً من البطولة العربية «الودية»، ومن ثم ذهاب وإياب الدوري، وذهاب وإياب دوري أبطال آسيا، ونهائي السوبر السعودي.
سبع انتصارات هلالية، تنهي مرحلة كان فيها الاتحاد يحاول مجاراة الهلال، والاقتراب من مستواه وإنجازاته، ليتم إطلاق لقب الكلاسيكو على أي مباراة تجمع الهلال بالاتحاد، ولكن هذا الموسم، لم يبق لها وجود، فالواقع فرض نفسه، ودانت السيطرة للهلال، وفرض الهلال سيطرته وسطوته على الاتحاد، حتى لم يتبق لإعلامه إلا المكابرة والتمسك بشماعة التحكيم، تلك الشماعة التي تجاوزتها جماهير العميد، وأصبحت تعترف بواقع فريقها المر.