ناهد الأغا
يتمثل عمل وزارة الثقافة بتنظيم وتنسيق القطاع الثقافي في المملكة العربية السعودية؛ والسعي الجاد لبلوغ الهدف الأساس وهو الحفاظ على هوية المملكة؛ فهي الجهة المسؤولة عن وضع السياسات التي تتعلق بتطوير الأنشطة الثقافية عبر رعاية الفنون الأدبية والموسيقية والمسرحية والتشكيلية والفنون البصرية والمعمارية...
تم تأسيس وزارة الثقافة عام 2018 واعتمدت مقرها في الدرعية التاريخية إشارة إلى حفظ تاريخ المملكة واستحدثت الوزارة 11 هيئة تشرف عليها كالتالي:
هيئة الأدب والنشر والترجمة؛ هيئة الأزياء؛ هيئة الأفلام؛ هيئة التراث؛ هيئة فنون العمارة والتصميم؛ هيئة الفنون البصرية؛ هيئة المتاحف؛ هيئة المسرح والفنون الأدائية؛ هيئة المكتبات؛ هيئة الموسيقى؛ هيئة فنون الطهي...
وكانت الوزارة قد أطلقت حال تأسيسها ثلاثة أهداف تعتبر منهجاً لها:
الثقافة كنمط حياة؛ الثقافة لأجل النمو الاقتصادي؛ الثقافة لأجل تعزيز مكانة المملكة الدولية...
ولأن الثقافة تعني اصطلاحاً المرآة التي تعكس العادات التراثية والخصوصية الحضارية المعبرة عن بلد ما... كما أنها تعني الصورة الفنية التي توضح الجانب المضيء والمشرق...
فهي كالنهر المنساب بغزارة يروي ظمأ كل من يرده ليثري مداركه ويغني مخزونه المعرفي فيسمو رفعة بأسلوبه ورقياً بعلمه...
وهي أي الثقافة كالجسر المتفرد بتصميمه وإنشائه ودقة تنفيذ كل لبنة من لبنات بنائه لبلوغ الهدف الذي يجعل من أمة ما تتفوق عن غيرها من الأمم وتتقلد الدور القيادي والريادي حتى تبلغ مجداً وتنتزع الصدارة ليشار إليها بالبنان...
وحرصاً منها على أن تشمل خدماتها جميع مناطق المملكة فقد صممت وزارة الثقافة شعارها الدال على عمق هوية المملكة حيث كان مترابطاً بأقسامه مستلهمة تصميمه من شكل خريطة الحمض النووي والمؤلف من 13 خطاً في إشارة إلى عدد مناطق المملكة...
وكما أشرنا قبلاً لايخفى أبداً تأثير الثقافة وانعكاسها الإيجابي على جميع الأصعدة حيث لها النصيب الأكبر في تحقيق رؤية 2030 فهي تدعم بشكل فعال وقوي المحاور الأساسية التي وضعتها لـ :
مجتمع متقدم حيوي؛ اقتصاد قوي مزدهر؛ وطن طموح بأهدافه...
فعلى الصعيد الاجتماعي فلها الأثر الإيجابي البالغ في رفع جودة الحياة عن طريق تطوير الأنشطة الثقافية ودعم القطاع السينمائي؛ واستكمال بناء المدينة الإعلامية؛ إنشاء مراكز للفنون التي تعنى بالاختصاصات المختلفة؛ وإنشاء أكاديمية سعودية للأفلام الوثائقية...
أما اقتصادياً فعن طريق قطاعاتها المختلفة تؤدي إلى تصفير معدل البطالة وهذا بدوره يشكل عاملاً قوياً في تعزيز الناتج للدخل القومي فالثقافة ركيزة مهمة جداً لدعم الاقتصاد السعودي المستحدث...
هذا وسيكون لتلك الخطوات أثرٌ بعيد المدى بتطوير المدارس وتأسيس الجمعيات الثقافية ودعم المنافسة والمشاركة في المسابقات الثقافية المحلية والدولية مما يسهم في تعزيز الثقة على المستوى الشخصي والاعتزاز بالقيم الراسخة وبالتالي خلق شخصية وطنية قيادية قادرة على هضم الثقافات العالمية بالتعاطي معها فهماً وإدراكاً ووعياً متميزاً...
وقد أصدرت وزارة الثقافة تقويم فعاليات المنظومة الثقافية لعام 2024 حيث يتضمن أبرز الفعاليات المتنوعة في مختلف مناطق المملكة والتي تستهدف كافة شرائح المجتمع وأبرزها:
موسم رمضان؛ بين ثقافتين؛ أسبوع الرياض الموسيقي؛ مهرجان الوليمة للطعام السعودي؛ معرض الرياض الدولي للكتاب؛ مهرجان البحر الأحمر السينمائي؛ معرض المخطوطات؛ أسبوع الرياض للأزياء؛ ترحال 2؛ الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية «بنان»؛ أوبرا زرقاء اليمامة؛ معرض عطور الشرق؛ منتدى الأفلام السعودي؛ مؤتمر الاستدامة...
هذا ويشير إعداد التقويم الثقافي إلى حجم الأهمية القصوى التي توليها وزارة الثقافة مشكورة؛ وعلى مدى حجم الحراك الثقافي الذي تقوده برعاية كريمة واهتمام بالغ السخاء تحت مظلة رؤية المملكة 2030 والتي تتضمن هدفاً يسمو بطموحه ليبلغ سماء المجد وينقل المملكة وبتطوير قطاعاتها الفنية إلى المسارات الإبداعية غزيرة الثراء... ويضعها بكل استحقاق في مقدمة الدول المتطورة لتجربة ثقافية استثنائية قل نظيرها.