{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً} (145) سورة آل عمران.
فقدت الساحة الرياضية والإعلامية هذا الأسبوع أخاً عزيزاً وزميلاً فاضلاً هو الأستاذ محمد عبد الرحمن رمضان عميد المعلقين الرياضيين السعوديين والعرب، والخبير الرياضي الكبير بعد معاناة طويلة مع المرض. جعل الله ما أصابه رفعة في منزلته ودرجته.
عايشت الفقيد العزيز سنوات طويلة في المجالين الإعلامي والرياضي فوجدت فيه الرجل المخلص ذا السيرة الطيبة والخلق الكريم.. خدم وطنه بإخلاص وأسهم -رحمه الله- في الحركة الرياضية إسهاماً كبيراً من خلال الرئاسة العامة لرعاية الشباب (التي انتقل إلها من ديوان رئاسة مجلس الوزراء) وتولى فيها عدة مناصب، وكذلك الاتحادات الرياضية والأندية فكانت له بصمته في الكثير من المنجزات المحلية والعربية والقارية ومثّل المملكة في الكثير من المحافل والبطولات الخليجية العربية والقارية وحظي بالتكريم والتقدير نظير جهوده المخلصة..
كما أسهم في تطور الإعلام الرياضي في المملكة فكان من أوائل من قدم البرامج الرياضية في إذاعة المملكة وأول من علق في النقل الإذاعي، ثم أثرى ساحة التعليق الرياضي مع صنويه الأستاذين زاهد قدسي وسليمان العيسى -رحمهم الله جميعاً - من خلال التعليق الرياضي ثم من خلال لجنة المعلقين التي أسهمت في تطوير التعليق الرياضي واعتمدت العديد من المعلقين في العديد من الألعاب الرياضية، وحظيت بدعم رعاية الشباب ووزارة الإعلام خاصة في إقامة الدورات التدريبية والندوات.
وعلى الصعيد الشخصي كان أبو محمود -رحمه الله- صديق الإعلاميين والرياضيين ويتمتع بروح مرحة فكان محل تقدير الجميع وله علاقاته الواسعة محلياً وعربياً، وعرف بإخلاصه ووطنيته ولا أنسى موقفاً وطنياً له عندما كنا سوياً في إحدى دورات الخليج في السنوات الأولى للدورة حيث خسر المنتخب - وكانت تلك المشاركة بالمنتخب الرديف - خسارة كبيرة آنذاك أمام أحد المنتخبات الخليجية فرأيت الدموع في عينيه متأثراً وحاول إخفاءها.. ذلك أنموذج لغيرته الوطنية.
عانى في السنوات الأخيرة من الأمراض، ولكنّ قيادة هذا الوطن ومسؤوليها الذين قدروا ويقدرون عطاء المواطنين وتفانيهم وإخلاصهم خلال حياتهم العملية لم تغفل ولم يغفلوا عن الفقيد محمد رمضان عندما تكالبت عليه ظروف الحياة، حيث اهتم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- بوضعه الصحي خلال مرضه وأمر بعلاجه وقضاء ديونه، فجزاه الله عن ذلك خير الجزاء، كما اهتم بوضعه رئيسا رعاية الشباب السابقان الأميران سلطان بن فهد ونواف بن فيصل، ووقفا معه مساعدين وداعمين له خلال مرضه فجزاهما الله خيراً.
ومع رحيله عن هذه الدنيا الفانية فإن بعض أفراد أسرته عظم الله أجرها وأحسن عزاءها، وخاصة حرمه وابنه محمود، لا يزالان بحاجة إلى وقفة المحبين لاستكمال علاجهما عافاهما الله.
رحمك الله العزيز أبامحمود وغفر لك وأسكنك فسيح جناته وأحسن عزاء جميع محبيك.. اللهم آمين.
** **
منصور بن عبدالعزيز الخضيري - وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب لشؤون الشباب سابقاً