مشعل الصخيبر
خيّم الحزن على أهالي عين بن فهيد بمحافظة الأسياح بمنطقة القصيم والمنطقة بشكل عام الأسبوع الماضي بعد خبر وفاة الأستاذ سليمان السلطان التركي الفهيد عضو لجنة أهالي منطقة القصيم بعد معاناة مع المرض، حيث أدى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة القصيم الأربعاء الماضي صلاة الميت على الفقيد بجامع عمر بن الخطاب بعين بن فهيد بالمحافظة بحضور أسرة الفهيد والوجهاء والمسؤولين والزملاء والمحبين للفقيد.
وقدّم سموه بعد أداء الصلاة التعازي لأبناء الفقيد ولأسرته الكرام ما دفعني لكتابة هذا المقال حجم محبة الناس له والتأثر لرحيله وكريم أخلاقه ومواقفه المشهودة له وقبل ذلك حبه لوطنه ولولاة أمره, عاش الفهيد حياة بسيطة لكنه بسمعة تتجاوز الآفاق بفعله الطيب وهذه ليست صيغ مبالغة ولكنها حقيقة ملموسة ومشاهدة لكل من عرفه عن قرب رحمه الله وذلك بكرمه وحبه للناس ومساعدتهم والوقوف معهم في أفراحهم وأتراحهم فباب منزله مفتوح للجميع في أي وقت يستقبل الكبير والصغير برحابة صدر ويسعى دائماً لإصلاح ذات البين بين الناس, له حضوه عند أسرته أسرة آل فهيد وأهالي محافظة الأسياح والمنطقة بشكل عام يسعى دائماً لإيصال صوت الأهالي إذا كان هناك الحاجة لشيء يخدم المحافظة فهو همزة الوصل بين المواطن والمسؤول داعماً ومحفزاً لكل ما يخدم المحافظة تجده في جميع المناسبات سواء الرسمية أو المهرجانات التي تقام في محافظة الأسياح, كان لي شرف زيارته التي تعتبر الأولى لمنزله العام الماضي بعين بن فهيد برفقة أحد زملائه السابقين عندما كان الفقيد يعمل بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل تقاعده لبلوغه السن القانوني للتقاعد أصر علينا على تناول العشاء في منزله وبعد اعتذارنا لارتباطنا بمناسبة طلب منا أن يكون لنا موعد قادم ليقوم بضيافتنا ولتكرار الزيارة فكان رحمه الله رغم شدة المرض الذي يظهر عليه إلا أنه يخفي ذلك بابتسامته التي لم تفارق محياه منذ استقباله لنا حتى ودعنا عندما غادرنا منزله قالي لي صاحب بعد الخروج من عنده هذا من أفضل زملائنا بالعمل وأكرمهم يحبه جميع الزملاء والرؤساء لأنه كريم بالفطرة بعيداً عن التصنع، شاهدته بعد زيارته بعدة أيام متواجداً بمهرجان شقراء الأسياح للتمور حاضراً وموجهاً وداعماً فلم يثنه المرض عن حبه للمحافظة وأهلها وخدمتها وحرصه على أن كل ما يقدم في المحافظة على أن يكون بالشكل المطلوب والذي يليق بالمحافظة وأهلها.
رحل أبو مسلط الأستاذ سليمان السلطان التركي الفهيد وبقيت سيرته العطرة التي ستتناقلها أجيال المحافظة ويحفظها كل من وقف معهم عن مواقفه المشرفة وكريم أخلاقه وطيبة قلبه وصفاء نيته حضرت لتقديم العزاء لأبناء الفقيد لما له من محبة عندي كغيري من أبناء المحافظة الذين أجمعوا على محبة هذا الرجل في منزلهم بحي العادية بعين بن فهيد وشاهدت جموعاً غفيرة وعلامات الحزن تبدو على ملامحهم وهم يقدمون واجب العزاء وألسنهم تلهج بالدعاء للفقيد والحديث عن مآثره ومواقفه وهذا دليل على محبة الناس للفقيد.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته أبا مسلط ما هي الخبية بينك وبين الله التي جعلت الكبير والصغير الرجل والمرأة يتأثرون برحيلك ويحسون بفقدك.