م. بدر بن ناصر الحمدان
أنت لم تبدأ بعد، هذا المبدأ وحجر الزاوية الأهم، والذي تعلمته في خمسة أيام تدريب مكثف في القيادة الإدارية الأسبوع الماضي على أيدي مدربين عالميين جاؤوا من بيوت خبرة عريقة يحملون من التجربة ما يكفي لإحداث التغيير في عقلية أي قائد أو مدير أو رئيس فريق أعتقد في يوم ما أنه وصل إلى المستوى الذي يجعله يتعامل مع فريق عمله أو زملائه في الإدارات أو القطاعات الأخرى على أنه الأكثر ذكاءً وخبرةً وتجربةً وإدراكاً للأمور - وأنا كنت أحدهم.
لا يهم أين كنت تعمل، ولا حجم الخبرة العملية التي تمتلكها، ولا رصيدك من الشهادات العلمية، ولا علاقاتك، ولا مكانتك في المنظمة، ولا حتى قدرتك على الحديث والتنظير وأنت لا تمتلك مجموعة (القيم والمبادئ الإنسانية) التي تحكم تعاملك مع الآخرين والتعاطف معهم سواء كانوا من أعضاء فريقك أو زملائك في القطاعات الأخرى أو الشركاء بغض النظر عن خبراتهم أو مستواهم الوظيفي، أو خلفياتهم العملية، كونها هي القاعدة الرئيسة التي يمكن أن تمنحك القدرة على خلق منتج حقيقي معهم كحصيلة لجهود المنظمة التي تعمل بها، فالأمر ليس مجرد مرحلة مؤقتة أو فقاعة إدارية يمكنك تمريرها في مرحلة ما دون تقييم فعلي من متخذ القرار في نهاية المطاف.
أكثر ما لفت نظري هو تركيز المدربين على أهمية (إدراك الآخرين)، يقول أحدهم وهو خبير بلجيكي في القيادة الإدارية «تذكر دائماً أنك محط الأنظار، وأن أعضاء فريقك وكذلك نظراؤك من القياديين والمدراء في نفس المنظمة يراقبونك ويلاحظون ما تقوم به ويتحدثون فيما بينهم عن طبيعة تعاملك معهم ويرصدون ما تقوم به ويُقيّمون تصرفاتك، وهم عادة من يصنع صورتك الذهنية التي تظهر للآخرين، لذا عليك أن تعمل معهم بمبدأ المسافات الأكثر قرباً، حتى لا تجد نفسك في جزيرة معزولة».
من زاوية أخرى، خبيرة فرنسية في علم النفس المهني، تقول: «إن خلاصة خبرتها في البحث والتدريب التطبيقي في بيئات العمل تتجه إلى أن أهم ثلاثة عوامل للنجاح في العمل الجماعي تكمن في مثلث (الاحترام والثقة والتواصل)، وبدون أي منها فلن يتمكن الفريق من الذهاب خطوة للأمام».
الشريحة الأخيرة في البرنامج التدريبي كانت عبارة عن رسالة عميقة جداً وهي «كلنا مؤقتون» وأترك تفسيرها لكم.