عمر إبراهيم الرشيد
هناك إيجابيات عديدة ميّزت التعليم العام في وقتنا الحالي، لأن التجارب على مر العقود الماضية أثرت النظام التعليمي مع الأثر الإيجابي لاستخدام التقنيات الرقمية في إدارة هذا القطاع الحيوي والحساس. لكن وفي نفس الوقت هناك سلبيات يحتاج القائمون على هذا القطاع إلى سرعة معالجتها، وأولها في تقديري إعادة النظر في نظام الثلاثة فصول والعمل بنظام الفصلين. لأنه وببساطة يعني أن نظام الفصول الثلاثة الاهتمام بالكم على حساب الكيف ومد فترة الدراسة على حساب الجودة، خاصة إذا أخذنا بالحسبان عامل الطقس الحار، وعامل السأم والملل لدى مثلث العملية التعليمية، الطالب والمعلم والإدارة. ونعلم أن سبب اعتماد هذا النظام وأقصد به الفصول الثلاثة بدل الفصلين، هو لتشجيع السياحة الداخلية وتحويل وجهات الأسر السعودية والمقيمة نحول الداخل سواء في مدنهم أو داخل المملكة عموماً.
وهذا ماتحاوله كل الدول ومنها المملكة لما لهذا الإجراء من أثر إيجابي على الاقتصاد الوطني ومداخيل المواطن حتى لا يصرفها كلها أو معظمها في الخارج، ومع التغير الواضح في البنية التحتية للسياحة الداخلية السعودية في مختلف مدن المملكة وارتفاع معدل إنشاء الفنادق ودور الإيواء وتطورها وجودتها.
إلا أن هذا التشجيع المشروع والمفيد للاقتصاد الوطني، يمكن المضي فيه قدماً حتى بنظام الفصلين الدراسيين، بوسائل وبرامج سياحية داخلية معتدلة التكلفة ومتنوعة تراعي حاجات الأسر والشباب، وبالأخص في جنوب المملكة حيث الطقس البارد في عز الصيف وهو ما يمكن أن تقدمه التنمية المنتظرة في مشروع السودة الوطني.
التعليم الكيفي لا الكمي هو ما يتوجب على وزارة التربية - وهذه مهمتها الوطنية - التأكيد على قطاعاتها مراعاته، وطول فترة الدراسة المبالغ فيه لايخدم هذا الهدف السامي، من أجل استمرار نهضة هذا الوطن والمجتمع بمشيئة الله تعالى، إلى اللقاء.